كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ٢٣٩ - حديث: إن الله لا يعذب بقطع الرزق. - ج: 2 - ص: 20

صِلَتِه، فإنّ الملوكَ تؤدِّبُ بالهُجرانِ، ولا تعاقِبُ بالحِرمانِ (١).

ولكنْ قد يُعارَضُ بما وردَ في الزِّنا أنّه يُورِثُ الفقرَ -كما سيأتي (٢) -، وبما في النَّسائيِّ وابنِ ماجهْ وأحمدَ وأبي يَعلى وابنِ مَنِيعٍ والطبرانيِّ (٣)؛ كلُّهم من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ أبي الجَعْدِ عنهُ (٤).

---

= وقال ابن بَرِّي: حُكِيَ عن الأَصمعيِّ أَنه يُقالُ للرئيسِ مِنَ العجمِ "مَرْزُبان".
"لسان العرب" (١/ ٤١٦) بتصرُّفٍ يسيرٍ.
(١) ذكر هذه القصةَ أبو إسحاقَ الحُصْريُّ في "زهر الآداب" (١/ ١٩٩).
(٢) انظر: الحديث رقم (٥٥٢).
(٣) "سنن ابن ماجه" (المقدمة، باب في القدر) رقم (٩٠) و (الفتن، باب العقوبات) رقم (٤٠٢٢)، و"مسند أحمد" (٣٧/ ٦٨، ٩٥، ١١١) رقم (٢٢٣٨٦، ٢٢٤١٣، ٢٢٤٣٨)، وأبو يعلى في "معجمه" (٢٣١) رقم (٢٨٢)، والطبراني في "الكبير" (٢/ ١٠٠) رقم (١٤٤٢)؛ كلهمِ من طرقٍ عن سفيانَ الثوريِّ عن عبدِ اللهِ بنِ عيسى عن عبدِ الله بنِ أبي الجعدِ عن ثوبانَ ﵁ به مرفوعًا.
وأما النسائيُّ فلم أقف على هذا الحديثِ في "سننه الصُّغرى" ولا "الكبرى"، لكنْ عزاه المزيُّ في "التحفة" (٢/ ١٣٣) له في "الكبرى" من الطريقِ نفسِه.
وكذا لم يُعزَ الحديثُ لابنِ مَنيعٍ في "المطالب" ولا في "إتحاف الخيرة المهرة"، بل لم أقف عليه أصلًا فيهما. والله أعلم.
(٤) أي: عن ثوبانَ مولى ﵁ رسول الله ﷺ. ولم يسبق له ذكرٌ في السياق!
* والحديث أخرجه أيضًا ابنُ المباركِ في "الزهد" (٢٩) رقم (٨٦)، وهنادٌ في "الزهد" (٧١١) رقم (٤٠٧)، وابنُ حبانَ، كما في الإحسان (٣/ ١٥٣) رقم (٨٧٢)، والحاكم في "مستدركه" (١/ ٦٧٠) رقم (١٨١٤)، والبيهقيُّ في "الشعب" (١٢/ ٤٦٤) رقم (٩٧٥٢).
وإسناده ضعيفٌ؛ لحالِ عبدِ الله بنِ أبي الجعدِ: فقد ذكره ابنُ حبانَ في "الثقات" (٥/ ٢٠) ذكرًا مجرَّدًا، وجهَّلَه ابنُ القطانِ "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٣٩٦).
وتوثيق ابنُ حبانَ -كما هنا- مما يقعُ له فيه التساهلُ؛ لأنه ذكرَ الراويَ ذكرًا مجرَّدًا، وليس هو ممن خبرَهُ وعاصَرَه، والراوي مُقِلٌّ ليس له حديثٌ كثيرٌ، ففي مثل هذه الحالة لا يُؤمنُ وقوع الخللِ في توثيقِه، كما حقَّقه المعلميُّ ﵀ في "التنكيل" (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨).
ولذا لم يعتبْر الذهبيُّ هذا التوثيقَ؛ فقال في "الميزان" (٢/ ٤٠٠): "وعبدُ اللهِ هذا -وإنْ كان قد وُثِّقَ- ففيه جهالةٌ"، وكذا فعل الحافظُ في "التقريب" (٢٩٨)؛ فقال: "مقبول". =