للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَصَى اللهَ سبحانَهُ؟ -: "لا، ولا مَنْ همَّ بالمعصِيَةِ" (١).

وكذا بما اشتَهَر -مما لم أقِفْ عليه (٢)، ومعناهُ صحيحٌ-: "المعاصي تُزيلُ النِّعَمَ" (٣)،


(١) أخرجه ابنُ الأعرابيِّ في "معجمه" (٢/ ٥٨) رقم (٧٠٧)، وابنُ الجوزيِّ في "ذم الهوى" (١٥٠)، من طريقِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ عن بشرِ بنِ الحارثِ عن ابنِ المباركِ عن وُهَيبٍ به.
ورجالُه ثقاتٌ ما خلا محمدَ بنَ عبدِ اللهِ؛ فقد نُسبَ عندَ ابنِ الأعرابيِّ مخزوميًّا، ووقع عندَ ابنِ الجوزيِّ "المخَرِّمي"، ولعله الصوابُ؛ فلم أقفْ في الرواةِ عن "بشرٍ" على رجلٍ اسمُه كذلك إلا ما ذكره المزيُّ في ترجمةِ "بشر" "تهذيب الكمال" (٤/ ١٠١)، حيثُ ذكر في الرواةِ عنه رجلًا اسمُه: "محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أيوبَ المخَرِّمي"، فالظاهرُ أنه هو، ولم أظفر له بترجمة.
ثم وقفتُ في "تاريخِ بغداد" (٥/ ٤٣٤) على ترجمةٍ لرجلٍ يُدعى: "محمد بن عبد الله، أبو عبد الله، تلميذ بشرِ بنِ الحارثِ"، قال الخطيبُ: "وليس بمعروفٍ عندَنا". والله أعلم.
* وله طريقٌ أخرى عندَ أبي نعيم في "الحلية" (٨/ ١٤٤) من حديثِ عبد الله بنِ محمدٍ عن أحمدَ بنِ الحسينِ عن أحمدَ بنِ إبراهيمَ عن أبي إسحاقَ الطالْقاني عن ابنِ المباركِ عن وهيب به.
وعبدُ الله بنُ محمدٍ: هو أبو الشيخِ بنُ حيَّان الأصبهانيُّ: إمامٌ حافظٌ.
وأحمدُ بنُ الحسينِ: هو ابنُ نصرٍ الحذَّاءُ: وثقه الدارقطنيُّ. "سؤالات السهمي" (١٤٤).
وأحمدُ بنُ إبراهيمَ: هو الدورقيُّ: ثقةٌ حافظٌ. "التقريب" (٧٧).
وأبو إسحاقَ الطالْقانيُّ: إبراهيمُ بنُ إسحاقَ بنِ عيسى البُناني مولاهُم؛ وثقه ابنُ معينٍ وأبو حاتم "الجرح والتعديل" (٢/ ١١٩)، وقال يعقوبُ بنُ شيبةَ: "ثقة ثبت" "تاريخ بغداد" (٦/ ٢٤)، وذكره ابنُ حبانَ في "الثقات" (٨/ ٦٨) وقال: "يخطئ ويخالفُ".
لكنَّ التعديلَ يقدَّمُ على مثلِ هذا الجرح؛ فمن عادةِ ابنِ حبانَ أن يُطلِقَ مثلَ هذه العبارةِ فيمن خطؤُه يسيرٌ لا يضرُّ حديثَه، عَلى ما عُرِفَ من تعنُّتِه في بابِ الجرحِ.
وعليه فأبو إسحاقَ ثقةٌ، وإسنادُ هذا الأثرِ صحيحٌ. والله أعلم.
(٢) قال ابنُ الدَّيبَعِ: "يعني: مرفوعًا، وإلا فهو كلامُ بعضِ السلفِ".
"تمييز الطيب من الخبيث" (١٥٦).
(٣) قال القاري: "ومعناه في القرآن أيضًا: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١]، وقال ﷿: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢)﴾ [النحل: ١١٢]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>