للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلتُ: وعن أنسٍ (١)،


= عيسى بن يونس عن حَرِيزِ بنِ عثمانَ عن عبدِ الرحمنِ بنِ جبيرٍ عن أبيهِ عن عوفِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ الله : "ستفترقُ أمتي على بضعٍ وسبعين فرقةً، أعظَمُها فتنةً على أمتي قومٌ يَقيسونَ الأمورَ برأيِهِم، يُحرِّمونَ الحلالَ ويُحِلُّونَ الحرامَ".
قال محمدُ بنُ عليٍّ المروزيِّ: سألتُ يحيى بن معين عن هذا الحديثِ -يعني: حديثَ عوفِ بنِ مالكٍ عن النبيِّ : "تفترق أمتي … "- قال: "ليس له أصلٌ"، قلتُ: فنعيمُ بنُ حمادٍ؟، قال: "نعيمٌ ثقةٌ"، قلت: كيف يحدِّثُ ثقةٌ بباطلٍ؟، قال: "شُبِّهَ له". "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣٠٧).
وقال ابن عبد البر: "هذا عندَ أهلِ العلمِ بالحديث حديثٌ غيرُ صحيحٍ، حملوا فيه على نُعيم بنِ حمادٍ". "جامع بيان العلم وفضَله" (٢/ ١٥٣).
وروي عن عيسى بن يونس من غير طريق نعيم بن حماد:
قال ابن عدي: "وهذا الحديثُ كان يُعرَفُ بنعيمِ بنِ حمادٍ بهذا الإسناد حتى رواهُ عبدُ الوهابِ بنُ الضحَّاكِ وسُوَيدٌ الأنباريُّ وشيخٌ خراسانيٌّ يقال له: أبو صالحٍ الخراسانيُّ، عن عيسى بنِ يونسَ". "الكامل" (٧/ ١٧).
وقال أيضًا: "وهذا إنما يعرف بِنُعيمِ بنِ حمادٍ … ، ثم سرقه قومٌ ضعفاءُ ممن يُعرَفونَ بسرقةِ الحديثِ، منهم: عبدُ الوهابِ بنُ الضحاكِ، والنضرُ بنُ طاهرٍ، وثالثهم سويدٌ الأنباريُّ". "الكامل" (٣/ ٤٢٩).
وقال عبد الغنيِّ بنُ سعيدٍ: "كلُّ مَن حدَّث بهِ عن عيسى بنِ يونسَ غيرُ نُعيم بنِ حمادٍ فإنما أخذه من نُعيمٍ، وبهذا الحديثِ سَقَطَ نُعيمُ بنُ حمادٍ عندَ كثيرٍ مِن أهلِ العلمِ بالحديثِ، إلا أنَّ يحيى بنَ معينٍ لم يكن يَنسِبُه إلى الكذب، بل كان ينسِبُه إلىَ الوَهمِ". "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٠).
وقال البيهقيُّ: "تفرَّدَ به نعيمُ بنُ حمادٍ، وسرقه عنه جماعةٌ من الضعفاءِ، وهو مُنكَرٌ، وفي غيره من أحاديثِ الصِّحاحِ الواردةِ في معناه كفايةٌ. وبالله التوفيق". "المدخل" (١/ ١٩٢).
(١) حديث أنس له طرقٌ كثيرةٌ، أكتفي بذكرِ أمثلها:
* الأول: أخرجه ابن ماجه رقم (٣٩٩٣)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" (١/ ٧٥) رقم (٦٤)؛ من طريق هشام بن عمار.
وابن المقرئ في "معجمه" (١٤٨) رقم (٤٣٣)، من طريق موسى بن عامر بن خزيم.
كلاهما عن الوليدِ بنِ مسلم: حدثنا الأوزاعي: حدثنا قتادةُ عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: قال رسولُ الله : "إنَّ بنَي إسرِائيلَ افترقت على إحدى وسبعينَ فرقَةً، وإن أمتي ستفترقُ على ثِنتَينِ وسبعين فرقةً، كلُّها في النارِ إلا واحدةُ، وهي الجماعةُ". لفظ ابن ماجه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>