للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يمس، ثم دعا بغمرٍ فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يُمس أو لم يُشربْ، فقال: "يا بني عبد المطلب إني بُعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامةٍ، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ " قال: فلم يقُم إليه أحد قال: فقمت إليه، وكنت أصغر القوم، قال: فقال: "اجلس" قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول: "اجلس" حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.

٩٤٧ - * روى البزار عن علي قال: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (١) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عليّ! اصنع رجل شاةٍ بصاعٍ من طعام، واجمع لي بني هاشم، وهم يومئذ أربعون رجلاً أو أربعون غير رجل قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناول القدح، فشربوا حتى تروَّوا- يعني من اللبن - فقال بعضهم: ما رأينا كالسحر - يرون أنه أبو لهب الذي قاله فقال: "يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعدِد قعباً من لبن" قال: ففعلتُ، فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول، وشربوا كما شربوا في المرة الأولى وفضل كما فضل في المرة الأولى، فقال: ما رأينا كاليوم في السحر، فقال: "يا علي اصنع رجل شاةٍ بصاع من طعام، وأعدد قعباً من لبن" ففعلت. فقال: يا علي اجمع لي بني هاشم" فجمعتهم، فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يقضي عني ديني" قال: فسكت وسكت القوم، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق فقلت: أنا يا رسول الله، فقال: "أنت يا عليُّ، أنت يا علي".


(١) الغمرُ: العددُ الكثير من الناس.
٩٤٧ - كشف الأستار (٣/ ١٢٧).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٣٠٣): رواه البزار واللفظ له، وأحمد باختصار، والطبراني في الأوسط باختصار، ورجال احمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح، غير شريك، وهو ثقة.
قعباً: القعب: القدح الضخم الجافي.
(١) الشعراء: ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>