للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في صلح الحديبية]

[١ - النصوص]

٤٩٤ - * روى البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان - يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه - قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن خالد بن الوليد بالنميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين" فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيراً لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل. فألحت. فقالوا خلات القصواء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل" ثم قال: "والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها" ثم زجرها فوثبت. قال: فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضاً، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهماً من كنانته،


٤٩٤ - البخاري (٥/ ٣٣٩) ٥٤ - كتاب الشروط - ١٥ - باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط.
قترة الجيش: هو الغبار الساطع منه، ولا تكون القترة إلا مع سواد في اللون.
نذير: النذير: الذي يعلم القوم بالأمر الحادث.
بالثنية: الثنية: الطريق المرتفع في الجبل.
حل حل: زجر للناقة، و"حوب" زجر للجمل.
فألحت: ألح البعير: إذا حرن، وقيل: إنما يقال ذلك للجمل، فأما الناقة فإنما يقال لها: خلأت.
القصواء: القصواء: اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، أي مشقوقة الأذن، وإنما كان هذا لقباً لها.
حابس الفيل: الفيل: هو فيل أبرهة الذي جاء يقصد البيت ليخربه، فحبس الله الفيل، فلم يتقدم إلى مكة، ورد رأسه راجعاً من حيث جاء، فأرسل الله عليهم كما قال: (طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل) والقصة مشهورة.
خطة: الخطة: الحال والقضية والطريقة.
حرمات الله: جمع حرمة، يريد بها: حرمة الحرم، وحرمة الإحرام، وحرمة الشهر الحرام.
يتبرض: التبرض: أخذ الشيء قليلاً قليلاً، وهو أيضاً التبلغ بالشيء القليل.
ثمد: الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له.

<<  <  ج: ص:  >  >>