للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسرة": فقالت: يا رسول الله ادعُ الله أنْ يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعلها منهم" ثم عاد فضحك، فقالت له مثل - أو مم- ذلك، فقال لها مثل ذلك فقالت: ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت من الأولين، ولست من الآخرين" قال: قال أنس: فتزوجت عبادة بن الصامت، فركبت البحر مع بنت قرظة" فلما قفلت ركبتْ دابتها، فوقصت بها، فسقطت عنها فماتت.

[فوائد حول قصة أم حرام بنت ملحان]

* حول دخوله صلى الله عليه وسلم على (أم حرام بنت ملحان) قال النووي:

اتفق العلماء على أنها كانت محرماً له صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في كيفية ذلك: فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته في الرضاعة. وقال آخرون: بل كانت خالة أبيه لجده. لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.

* قوله (في زمن معاوية) قال القاضي: قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وإن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرس فصرعت عن دابتها هناك. فتوفيت ودفنت هناك. وعلى هذا يكون قوله (١): في زمان


= لا لون له: وإنما تنعكس الخضرة من انعكاس الهواء وسائر مقابلاته إليه، وقال غيره: إن الذي يقابله السماء. وقد أطلقوا عليها الخضراء لحديث "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء" والعرب تطلق الأخضر على كل لون ليس بأبيض ولا أحمر. قال الشاعر:
وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من نسل العرب
يعني أنه ليس بالأحمر كالعجم.
بنت هرطة: هي زوج معاوية، واسمها فاختة، وقيل: كنود، وأبوها قرظة، هو ابن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وهي قرشية نوفلية.
وقصت بها دابتها: أي: دقت عنقها، يقال: وقصت عنقه، فهي موقوصة. قال الحميدي: كذا في هذه الرواية بالواو، وكذا فُسر، ولعله على المآل، وقال: ومنهم من رواه (رقصت) بالراء، أي: أسرعت وزادت في المشي، وإنما وقع الخلاف لقوله: (فوقصت بها دابتُها، فسقطت) فظاهره: أن الوقص قبل السقوط، وإنما الوقص من السقوط وبعده، لا قبله، قال: وقال الهروي في تفسير الحديث الذي فيه (فركب فرساً، فجعل يتوقص به) أي ينزو ويثب، فجعل النزو والوثوب توقصاً، لا دقاً للعنق، فعلى هذا يحتمل ما في الرواية الأولى، والذي كره الهروي صحيح، فإن التوقص في اللغة: هو وثوب الدابة ونزوُها، يقال: مر فلان تتوقص به دابته، أي: تثبُ به وثباً متقارب الخطو.

<<  <  ج: ص:  >  >>