للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في إسلام كعب بن زهير]

٦٧٣ - * روى الطبراني عن محمد بن إسحاق قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفه من الطائف، كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى، يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالاً بمكة ممن كانوا يهجوه ويؤذيه، وأنه بقي من شعراء قريش ابن الزعبرى وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً وإن أنت لم تفعل فانج ولا نجاة لك. وقد كان كعب قال أبياتاً نال فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ كعباً الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه، وأرجف به من كان حاضره من عدوه، فلما لم يجد من شيء بداً، قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر خوفه وإرجاف الوشاة به، ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة - كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح، فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقم إليه، فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وضع يَدَه في يَدِهِ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه، فقال: يا رسول الله، إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائباً مسلماً فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقال: يا رسول الله، أنا كعب بن زهير. قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: وثب عليه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعه عنك فإنه قد جاء تائباً نازعاً" فغضب على هذا الحي من الأنصار لما صنع به صاحبهم، وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير فقال قصيدته التي قالها حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (وذكر أبياتاً: سترد برواية الحاكم). قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: فلما قال: (السود التنابيل) وإنما أراد معشر الأنصار لما كان صاحبهم


٦٧٣ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٩٢)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله إلى ابن إسحاق ثقات.
أقول: فالحديث منقطع لكن له شواهد، ومن شواهده ما أخرجه الحاكم بأسانيد صحح بعضها وسكت عنها الذهبي. سنذكرها فيما بعد إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>