١ - قبل فتح مكة كانت الدولة الإسلامية هي المدينة المنورة فقط، هذه الدولة لها نفوذ حيث وجد إسلام، ولها عيون حيث وجد إسلام، تربطها مع بعض القبائل شيء من المعاهدات، وكان المطلوب من كل مسلم غير عاجز أو غير مكلف بمهمة تقتضي مقامه حيث هو أن يهاجر إلى المدينة المنورة وبفتح مكة تغيرت الصورة، فالدولة الإسلامية توسعت حدودها، وستصل هذه الحدود إلى حيث يخضع الناس لأمير مسلم ولأحكام الإسلام ومن خلال هذا ستأخذ الدولة أبعادها، وكان رمز ذلك كله أن يدفع الناس الزكاة لمن يوليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فمنطقة أميرها مقر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدفع الزكاة لمن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم هي جزء من الدولة الإسلامية وسنرى في أحداث السنة التاسعة أن هذه القضية كانت من أهم ما ركز عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح.
٢ - كانت الحركة العسكرية قبل الفتح هي السبيل الوحيد لإيصال الدعوة، وتجربتا الرجيع وبئر معونة أثبتتا ذلك. أما بعد الفتح فقد تغيرت المعالم إذ أصبح بالإمكان الدعوة من غير حركة عسكرية ولذلك نجد بعوث الدعوة ووفود المستجيبين أو السائلين والتأمير على الناس وجمع الزكوات أو الجزية أو الخراج أو ما اتفق عليه بصلح، كل هذه المعاني أصبحت تشكل مظاهر الحركة بعد الفتح.
٣ - من مفاتيح الفهم لحركة السنة الثامنة فما بعد أنها أصبحت تستهدف الأوثان والأصنام بشكل مباشر كان تهديم وثن يكلف كثيراً، ولكن بعد تطهير مكة من الأوثان والأنصاب أصبح استئصال الوثنية سهلاً.
لذلك نجد في أحداث السنة الثامنة والتاسعة والعاشرة التركيز على تهديم هذه الأصنام حيث كانت ولم يتوف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد زالت الوثنية من أرض العرب من خلال عدد من الإجراءات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٤ - قلة من القادة الذين يستطيعون إدراك طاقات الرجال والاستفادة منها وتدريبها وتنميتها وصقلها، والناجحون هم الذين يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي