فأولدها ابنه إبراهيم الذي توفي صغيراً بالمدينة في حياته صلى الله عليه وسلم، في ٢٨/أو ٢٩ من شهر شوال سنة ١٠ هـ وفق ٢٧ يناير سنة ٦٣٢ م. والسرية الثانية هي ريحانة بنت زيد النضرية أو القُرظية، كانت من سبايا قريظة فاصطفاها لنفسه، وقيل بل هي من أزواجه صلى الله عليه وسلم، أعتقها فتزوجها والقول الأول رجحه ابن القيم، وزاد أبو عبيدة اثنتين أخريين، جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. أهـ.
* * *
[المقدمة الثانية: في التفضيل]
قال الشيخ عبد السلام اللقاني:
وأما تفضيل الزوجات الشريفات، فأفضلُهُنّ: خديجة، وعائشة، وفي أفضلهن خلاف، صحح ابن العماد تفضيل خديجة وفاطمة، فتكون أفضل من عائشة ولما سئل السبكي عن ذلك قال: الذي نختاره وندينُ الله به، أن فاطمة بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ثم أمها خديحة ثم عائشة.
واختار السبكي أن مريم أفضل من خديجة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:"خير نساء العالمين مريم بنت عمران، ثم خديجة بنت خُويلد، ثم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، ثم آسية بنت مُزاحم امرأة فرعون"(١) وللاختلاف في نبوتها.
أقول: التفضيل لفاطمة على خديجة من حيثيةٍ كونها جزءاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفضيل لخديجة على فاطمة من حيثية ما قامت به.
قال الشيخ اللقاني:
وقال شيخ الإسلام في شرح البخاري: الذي اختاره الآن أن الأفضلية محمولة على أحوالٍ، فعائشة أفضلهن من حيث العلم، وخديجة من حيث تقدمها وإعانتها له صلى الله