للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أقل من حقه أحبه وهو تأويل حسن، لكن يبعده صدر الحديث الذي أخرجه أحمد فلعل سبب البغض كان لمعنى آخر وزال بنهي النبي صلى الله عليه وسلم لهم عن بغضه. وقد استشكل وقوع علي على الجارية بغير استبراء، وكذلك قسمته لنفسه، فأما الأول فمحمول على أنها كانت بكراً غير بالغ ورأى أن مثلها لا يستبرأ كما صار إليه غيره من الصحابة، ويجوز أن تكون حاضت عقب صيرورتها له ثم طهرت بعد يوم وليلة ثم وقع عليها وليس ما يدفعه، وأما القسمة فجائزة في مثل ذلك ممن هو شريك فيما يقسمه كالإمام إذا قسم بين الرعية وهو منهم، فكذلك من نصبه الإمام قام مقامه. وقد أجاب الخطابي بالثاني، وأجاب عن الأول لاحتمال أن تكون عذراء أو دون البلوغ أو أداه اجتهاده أن لا استبراء فيها، ويؤخذ من الحديث جواز التسري على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف التزويج عليها لما وقع في حديث المسور في كتاب النكاح. أ. هـ.

٧٠٠ - * روى الترمذي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد فقال: "إذا كان القتال فعلي" قال: فافتتح علي حصناً فأخذ منه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشي به، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال: "ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ " قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول، فسكت.

[٢ - بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن]

٧٠١ - * روى البخاري عن أبي بردة: قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف، قال: "واليمن مخلافان" ثم قال: "يسِّرا ولا تعسِّرَا، وبشِّرا ولا تنفِّرا". فانطلق كل واحد منهما إلى عمله،


٧٠٠ - الترمذي (٤/ ٢٠٧) ٢٤ - كتاب الجهاد - ٢٦ - باب ما جاء من يستعمل على الحرب، وقال: هذا حديث حسن غريب. وهو كما قال.
٧٠١ - البخاري (٨/ ٦٠) ٦٤ - كتاب المغازي - ٦٠ - باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
المخلاف: في اليمن: كالرستاق، ولكل مخلاف في اليمن: اسم يعرف به. وهو كالمديرية أو المحافظة في الاصطلاح الحديث أيم هذا: أي: أي شيء هذا؟ فحذف ألف (ما) تخفيفاً.=

<<  <  ج: ص:  >  >>