بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ............ .
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أشخص الصديق رضي الله عنه عكرمة بن أبي جهل لقتال مسيلمة وقفي على آثاره بشرحبيل بن حسنة فعجل عكرمة بلقاء مسيلمة قبل مجيء شرحبيل فنكب، فأرسل الصديق خالد بن الوليد على رأس جيش ردء لعكرمة على مقدمته شرحبيل ابن حسنة، فلما سمع مسيلمة بقدوم خالد حشد أهل اليمامة، ودار قتال ضار لم يعهد له مثل، وصبر الصحابة وصابروا وأعملوا السيوف في رقاب المرتدين يحصدونهم حصداً، حتى ألجأوهم إلى حديقة الموت وانقض البراء بن مالك على الباب كالصاعقة بعد أن احتمله الصحابة بالرماح فوق الجحف - أي التروس - وألأقوه من فوق سورها وفتح الباب، حلت بالمرتدين قاصمة الظهور، وخر مسيلمة صريعاً يخور كما يخور الثور بعد أن طعنه وحشي بالحربة، وعلاه سِمَاك بن خرَشَة بالسيف ففلق رأسه. ويروى أن الذي قتله عبد الله بن زيد بن عاصم، وقتل ف يالمعركة عشرة آلاف من المرتدين، وقضى نحبه من المسلمين خمسمائة فيهم عدد كبير من سادات الصحابة وأعيان الناس، فمن سادات الصحابة الذين شرفهم الله بالشهادة: ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي صلى الله عليه وسلم وحامل لواء الأنصار، وضرية بن أبي وهب وولداه عبد الرحمن، ووهب وزيد بن الخطاب حامل لواء المهاجرين، وأبو دجانة سِماك بن خرشة الذي عل مسيلمة بالسيف بعد أن رماه وحشي بالحربة، وشجاع بن وهب والطفيل بن عمرو بن طريف، وعباد بن بشر بن وقش الأنصاري، وسالم مولى أبي حذيفة.
وهكذا قضى المسلمون على فتنة عاصفة مدمرة رفعت رأسها في شبه جزيرة العرب.
[قتال طليحة الأسدي]
ارتد طليحة الأسدي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتابعه بنو أسد وطيء وخلق كثير، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمؤازرته عيينة بن حصن بن بدر، وقد سيّر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد لقتال طليحة وانم إليه مائة وخمسون فارساً من طيء وجديلة بعد أن رجعوا إلى رشدهم وصوابهم بعد إقناع عدي بن حتم لهم بذلك، والتقى خالد بطليحة في مكان يقال له بُزاخة ودارت الدائرة على طليحة المتنبئ الكذاب وأشياعه فأخذوا وقتلوا