للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في الميلاد]

[متى ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟]

١٤ - * روى الحاكم عن أبي قتادة؛ أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين فقال: "إن ذلك اليوم لذي وُلدتُّ فيه وأُنزل عليَّ فيه".

١٥ - * روى الترمذي عن قيس بن مخزمة قال: وُلدتُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليثٍ: أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني، وأنا أقدم منه في الميلاد، قال: ورأيت حذق الطير أخضر محيلاً.

١٦ - * روى الطبراني عن قيس بن مخزمة قال: وُلد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وبين الفِجار والفيل عشرون سنة، وبين الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنة، وبين بناء الكعبة ومبعثه صلى الله عليه وسلم خمس سنين، فبُعث وهو ابن أربعين.

[فائدة]

قال الشيخ الغزالي في فقه السيرة:

كانت حرب الفجار بالنسبة إلى قريش دفاعاً عن قداسة الأشهر الحرم، ومكانة أرض الحرم، وهذه الشعائر بقية مما احترمه العرب من دين إبراهيم، وكان احترامها مصدر نفع


١٤ - المستدرك (٢/ ٦٠٢)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
١٥ - الترمذي (٥/ ٥٨٩) ٥٠ - كتاب المناقب - ٢ - باب ما جاء في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.
حلق الطير: الحذُق والذرق والخره، كلها بمعنى واحد، وهو القذرة، أي: براز الطائر. وقد قيل: إن المراد هنا الفيل لا الطير، وهو يعني أن الراوي رأى براز الفيل أخضر محيلاً، أي: بالياً قد دثر، وذلك لأن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وهو أسن من النبي صلى الله عليه وسلم، كما ذكر وعلل ذلك بأنه رأى حذق الطير أو الفيل. ولأن رواية "حذق الطير" صحيحة، فلعله أراد الطير التي أرسلها الله على أصحاب الفيل، ترميهم بحجارة من سجيل، وذلك صحيح أيضاً.
١٦ - قال في مجمع الزوائد (٨/ ٢٥٧): رواه الطبراني، وفيه جعفر بن مهران السباك، وقد وثق وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات.
الفجار: اسم للحروب التي اندلعت في الجاهلية في الأشهر الحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>