للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧ - زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها]

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:

زينب بنت جحش بن رياب، وابنةُ عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمها: أميمةُ بنت عبد المطلب بن هشام. وهي أخت حَمْنَةَ، وأبي أحمد. من المهاجرات الأولى.

كانت عند زيد، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي يقول الله فيها: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (١).

فزوجها الله تعالى نبيه بنص كتابه، بلا وليٍّ ولا شاهد. فكانت تفخرُ بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول: زوجكُنَّ أهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه.

وكانت من سادة النساء، ديناً وورعاً وجوداً ومعروفاً، رضي الله عنها وحديثها في الكتب الستة. روى عنها: ابنُ أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وأرسل عنها القاسم بن محمد.

توفيت في سنة عشرين، وصلى عليها عمر.

عن ابن عمر قال: لما ماتت بنتُ جحش أمر عمر منادياً: ألا يخرج معها إلا ذو محرم. فقالت بنتُ عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئاً رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشاً وغشته ثوباً. فقال: ما أحسن هذا وأستره؛ فأمر منادياً، فنادى: أن اخرجوا على أُمِّكُم.

وروى عن عائشة قالت: كانت زينب بنتُ جحش تُساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب، أتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله


(١) الأحزاب: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>