فحاصرهم المسلمون وحمي القتال واشتد النزال وحمل القعقاع في جماعة من الفرسان الشجعان على الفرس فملك باب الخندق وكان الظلام أرخى سدوله ففر المجوس وهربوا كل مهرب، فأخذهم المسلمون من كل وجه، وقعدوا لهم كل مرصد، فقتل منهم في ذصلك الموقف مائة ألف حتى جللوا وجه الأرض بالقتلى، فسميت جلولاء، وولى مهران قائد الجيش الأدبار فأدركه القعقاع بن عمرو فقتله، وأسر المسلمون سبايا كثيرة وأموالاً وفيرة قريباً مما غنموا من المدائن قبلها.
[٦ - فتح حلوان]
لما علم كسرى بقتل قائده مهران الرازي وهزيمة جيشه، فر من حلوان إلى الري، واستناب على حلوان أميراً يقال له خسروشنوم، فتقدم إليه القعقاع بن عمرو وهزمه هزيمة منكرة ودخل حلوان ففتحها وأقام بها وضرب الجزية على من حولها من الكور والأقاليم عندما أبوا الدخول في الإسلام.
[٧ - فتح تكريت والموصل]
اجتمع أهل الموصل بتركيت على رجل من الكفرة يقال له الأنطاق، فأمر الفاروق بقتالهم، فنهد المسلمون لحربهم بقيادة عبد الله بن المعتم في خمسة آلاف مقاتل، فسار عبد الله حتى نزل بتكريت على الأنطاق وهزم أهلها وقتل منهم خلقاً كثيراً ولم يسلم من سيوف المسلمين إلا من أعلن إسلامه ودخل في دين الله، ثم سار المسلمون بقيادة ربعي بن الأفكل إلى الموصل سريعاً فاستسلم أهلها وأجابوا إلى الصلح فضربت عليهم الجزية.
ثم فتحت ماسيذان ووقرقيسيا والجزيرة والأهواز ورامهرمز والسوس وتُستَر ونهاوند وخراسان وأصبهان وأذربيجان والري والباب وتوج وفسا وداربجر وكرمان وسجستان ومكران، وبذلك سقطت مملكة فارس بيد المسلمين نهائياً.
وفي عهد عمر تم فتح بلاد الشام جميعها، تم فتح مصر وكل ذلك في مدة لا تزيد عن عشر سنوات، وفتحت فارس كلها ووقف المسلمون منجهة الشرق على نهر السند ونهر جيحون.