للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل في: مكاتبته عليه الصلاة والسلام الملوك والأمراء]

قال المباركفوري:

في أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام.

ولما أراد أن يكتب إلى هؤلاء الملوك قيل له: إنهم لا يقبلون إلا وعليه خاتم، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة، نقشه: محمد رسول الله، وكان هذا النقش ثلاثة أسطر: محمد سطر، رسول سطر، والله سطر، هكذا: الله ... رسول ... محمد.

واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، وقد جزم العلامة المنصور فوري أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل هؤلاء الرسل غرة المحرم سنة سبع من الهجرة قبل الخروج إلى خيبر بأيام.

أقول: الذي يبدو لي أن المكاتبة بدأت في أواخر السنة السادسة واستمرت بعد ذلك فمنها ما وقع في السنة السادسة ومنها ما وقع بعدها، ويصعب تحديد الزمن لكل مراسلة، وأصل المراسلة ثابت في الصحيحين وغيرهما، أما نصوص هذه الرسائل فبعضها موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة وبعضها موجود في كتب السير وهناك مراسلات لا شك فيها كرسالته عليه الصلاة والسلام إلى المقوقس لكن تفصيلاتها موجودة في كتب السيرة، ومن أجود ما استوعب هذا الموضوع من المحققين قديماً ابن القيم رحمه الله، وممن استوعبه حديثاً المباركفوري في الرحيق المختوم مستفيداً من تحقيقات المحدثين ونحن سننقل من التحقيقين لتكمل صورة الحركة في السنة السادسة.

ذكر ابن القيم رسائله عليه الصلاة والسلام إلى هرقل، والكتاب معروف محفوظ حتى الآن، وإلى كسرى وقد أشار إليه البخاري ومسلم، وإلى النجاشي وهو غير الأول الذي توفي في حياته عليه الصلاة والسلام وصلى عليه صلاة الغائب، وقد أشار إلى هذه الرسالة مسلم، وإلى المقوقس عظيم مصر والإسكندرية، وإلى المنذر بن ساوى عظيم البحرين، وإلى ابني الجلندي عظيمي عمان، وإلى هوذة بن علي عظيم اليمامة، وإلى الحارث بن أبي شمر

<<  <  ج: ص:  >  >>