قال في الإصابة: السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة، ويقال عائد بن الأسود الكندي أو الأزدي. وقيل هو كناني ثم ليثي وقيل هذلي، يعرف بابن أخت النمر، والنمر خال أبيه يزيد هو النمر بن جبل، ووهم من قال أنه النمر بن قاسط، وقال الزهري: هو أزدي حالف بني كنانة، له ولأبيه صحبة.
ومن طريق الزهري عنه قال: خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك. وفي الصحيحين أيضًا من طريق محمد بن يوسف عن السائب أن خالته ذهبت به وهو وجع فمسح النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ودعا له وتوضأ فشرب من وضوئه ونظر إلى خاتم النبوة، وأم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية وكان العلاء ابن الحضرمي خاله. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث.
قال مصعب الزبيري: استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خيثمة وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وثمانين وقيل بعد التسعين وقيل سنة إحدى وقيل سنة أربع. وقال ابن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحرة. أهـ.
وقال الذهبي في ترجمته: أبو عبد الله، وأبو يزيد الكندي المدني، ابن أخت نمر، وذلك شيء عرفوا به، وكان جده سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس. قال السائب: حج بن أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين (١).
عكرمة بن عمار: حدثنا عطاء مولى السائب قال: كان السائب رأسه أسود من هامته إلى مقدم رأسه، وسائر رأسه- مؤخره وعارضاه ولحيته- أبيض. فقلت له: ما رأيت أعجب شعرًا منك! فقال لي: أوتدري مما ذاك يابني؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بي وأنا ألعب، فمسح يده على رأسي، وقال:"بارك الله فيك" فهو لا يشيب أبدًا. يعني:
(١) البخاري (٤/ ٧١) - ٢٨ - كتاب جزاء الصيد- ٢٥ - باب حج الصبيان.