للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي قصة بحيرا شاهد على أنه عليه الصلاة والسلام مبشر به:

١٣ - * روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبط فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت.

قال: فهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهب، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عيه وسلم، قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما عِلْمُكَ؟

فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلى لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة.

ثم رجع فصنع لهم طعاماً، فلما أتاهم به فكان هو في رعية الإبل فقال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.

قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا بسبعةٍ قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أُخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما اخترنا خيرة لك بطريقك هذا.


١٣ - الترمذي: (٥/ ٥١٠) ٥٠ - كتاب المناقب - ١ - باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عيسى: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه: وقد رواه البزار بنحوه.
وقد أقر الترمذي على تحسينه، لكن العلماء قالوا: ذِكْرَ بلالٍ فيه غير محفوظ، وغده الأئمة وهما، فإن سِنُ النبي إذ ذاك اثنتا عشرة سنة، وأبو بكر أصغر منه بسنتين، وبلال لعله لم يكن في ذلك الوقت.
وفي رواية البزار: "وأرسل معه عمه رجلاً" ولعل ذكر أبي بكر وبلال مدرج في الحديث، ووهم من أحد الرواة، فإذا انتهى هذا الإشكال فقد صحح الحديث أكثر من محدث.
أشرفوا: اقتربوا. حلوا رحالهم: كناية عن التوقف عن المسير والاستراحة. وإنزال حوائج الاستراحة عن الرواحل وهي الإبل، غضروف كتفه: رأس لوحة الكتف.

<<  <  ج: ص:  >  >>