الورع في الشريعة طيب وهو أن يترك الإنسان ما لا بأس به مخافة مما فيه بأس، وهو في الأصل ترفع عن المباحات في الله ولله، والورع شيء شخصي يصح للإنسان أن يطالب به نفسه، ولكن لا يصح أن يطالب به الآخرين، ومن أخطر أنواع الورع: الورع الجاهل الذي يجعل المباح حراماً أو مفروضاً، وهذا الذي وقع فيه أصحاب الفتنة، ومن قبلهم وقع فيه أصحاب السامري، لقد أتي السامري قومه من فكرة الورع الجاهل هذه فقال لقوم موسي: إن هذا الذهب الذي أخذتموه من قوم فرعون ما كان يجوز لكم أن تأخذوه فهاتوه لنصنع به عجلاً، جاءهم من فكرة الورع مستغلاً جهلهم بأن ما فعله موسي مباح، لأن هذا مال حربيين، وهؤلاء أصحاب الفتنة أتوا إلى أفعال مباحة فعلها عثمان رضي الله عنه وكان من قبله يتحرج من أمثالها فجعلوا المباح حراماً، فاستغلوا الورع الجاهل عند أصناف من الناس فكانت الفتنة والمأساة.
[٢ - تآمر الحاقدين]
لقد دخل في الإسلام منافقون موتورون اجتمع لهم من الحقد والذكاء والدهاء ما استطاعوا أن يستوعبوا الساحة النفسية للمجتمع الإسلامي وقتذاك، وأن يدركوا نقاط الضعف التي يستطيعون من خلالها أن يوجدوا الفتنة، ووجدوا في المجتمع آذاناً صاغية تصغي لهم فكان من آثار ذلك ما كان.
[٣ - طموح الطامحين]
وجد في الجيل الثاني من أبناء الصحابة من يعتبر نفسه جديراً بالحكم والإدارة، ووجد أمثال هؤلاء أن الطريق أمامهم مغلق، وفي العادة أنه متي وجد الطامحون الذين لا يجدون لطموحهم متنفساً، فإنهم يدخلون في كل عملية تغيير، ومعالجة أمر هؤلاء في غاية الأهمية.
[٤ - العفوية]
أصبح في المجتمع الإسلامي مستجدات كثيرة نتيجة لتوسع رقعة الأرض الإسلامية ونتيجة