قوله تعالى:(فما لكم في المنافقين فئتين)(١)، وإذ كان من البدهيات أن القرآن لا يتحدث إلا عن المعاني الخوالد التي تسع الزمان والمكان، ويحتاجها الإنسان في كل زمان ومكان ندرك كم في غزوة أحد من دروس تحتاجها الأمة الإسلامية.
٧ - من المعاني المهمة في الحياة ما ذكره بعضهم أن عليك أن تنظر إلى الأمور كلها بعين الشريعة وبعين الحقيقة وأن تتعرف على الحكمة الربانية في كل حركة وسكون في هذا الكون، ولقد رأينا حكماً كثيرة وراء ما حدث في أحد ولكن حكمة ينبغي أن نضعها في حسابنا وهي: أن لقريش فضلها وستحمل الإسلام فيما بعد، فأن تكون أخذت ثأرها أدعى لأن تتعقل.
٨ - أهم دروس أحد أنها الدرس المقابل الذي لابد منه لبدر، فلو كانت بدر هي الدرس الوحيد للمسلمين لدفعهم ذلك إلى المغامرة دون حدود، وإلى اليأس إذا حدث فشل، ولكن أن تقع أحد بعد بدر فذلك هو الذي أوجد التوازن في التفكير الإسلامي العسكري على مدى العصور، فالله ينصر جنده ولكن لهذا النصر شروطاً منه المادي ومنها المعنوي، وربنا يفعل ما يشاء.
بعبرة بدر وبعبرة أحد انطلق المسلمون ولا زالوا ينطلقون، وبروحانية بدر وبروحانية أحد يجب أن يتحرك المسلمون.
* * *
[تقدير الموقف في نهاية السنة الثالثة]
في الأصل كانت عواطف العرب مع قريش ومع مكة، لأسباب متعددة:
لأن ذلك يمثل الاستمرار، وللاستمرار قوته، ولأن دين قريش هو دين العرب، وأكثر العرب لم يستوعبوا الرسالة الجديدة، وكان من عوامل التلاحم مع قريش أسواق العرب وحجها، وقد تجمدت المواقف بالحركة النبوية العسكرية والسياسية حتى غزوة أحد،