أبا بكر رضي الله عنه أبي أشد الإباء أن يخلع رجلاً ولاه الرسول وهو حي فقال: أيوليه الرسول وتأمرني بعزله.
ثانياً: قتال المرتدين:
وقد استشرت الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ونجم النفاق، وأشرأبت اليهودية والنصرانية وانشقت الأرض عن أنبياء كذبة، وحاقدين موتورين متربصين سحروا أعين الناس واسترهبوهم وقادوهم ببراعة الإفك المبين.
فقد وقف طليحة الأسدي يعلن نبوة كاذبة وآزره كثير من قبائل أسد وغطفان وطيء وعبس وذبيان وامتد سعار الردة إلى بني عامر، وهوازن، وتأججت نار الردة وأوارها في بني تميم إذ جاءت لهم سجاح تعلن نبؤتها الكاذبة، ونجم مسيلمة الكذاب في اليمامة وأصبح المسلمون يواجهون جيوشاً جرارة كثيرة العدد والعُدد، قوامها عشرات الآلاف من المقاتلين، وسرت عدوى الردة إلى البحرين وعُمان ومهرة اليمن وغدا الإسلام في خطر داهم.
وثبت أهل مكة والمدينة والطائف على إسلامهم ولم تؤثر فيهم تلك الفتنة العمياء التي رفعت رأسها في شبه جزيرة العرب.
لقد دفعت العصبية العمياء، وشهوة الاستعلاء بعض القبائل العربية إلى انتحال النبوة فتنبأ رجال قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها.
قتال مسيلمة الكذاب:(معركة اليمامة في شهر ربيع الأول سنة ١٢ هـ):
لقد كان مسيلمة الكذاب أشد المرتدين خطراً، وقد انضم إليه الرَّحال بن عنفوة بن نهشل وهو من أكبر من أضل أهل اليمامة، فقد كان وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ سورة البقرة، وجاء زمن الردة إلى أبي بكر فبعثه إلى أهل اليمامة يدعوهم إلى الله ويثبتهم على الإسلام فارتد مع مسيلمة وشهد له بالنبوة، ومما تجدر الإشارة إليه أن مسيلمة الكذاب قد اتصل بسجاح التميمية التي ادعت النبوة وتزوجها فانضمت بأتباعها إليه. وقد زعم مسيلمة أنه نبي مرسل وأنه أشرك مع النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل إلى النبي يطلب منه أن يشركه في النبوة فكتب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، سلام على من اتبع الهدى أما