ذكر ابن كثير في أحداث السنة الرابعة غزوتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة بني لحيان وغزوة نحو نجد أسماها غزوة ذات الرقاع، ومن عرف سنته عليه الصلاة والسلام في رده على الاعتداء من قبل المحاربين رجح أن الغزوتين كانتا في هذه السنة، لكن اختلط الأمر على بعض المحققين بين غزوة ذات الرقاع، وغزوة أخرى حدثت في السنة السابعة شارك فيها أبو موسى الأشعري وربط بها هو وأصحابه رقاعاً على أرجلهم فظنوا أن هذه الغزوة هي غزوة ذات الرقاع المشهورة التي كانت رداً على حادثة بئر معونة، والذي أرجحه أن غزوة بني لحيان وغزوة ذات الرقاع كانتا في السنة الرابعة، واسم ذات الرقاع هنا لم يأت من الرقاع المربوطة على الأرجل بل كان لأسباب أخرى سنراها.
[١ - غزوة بني لحيان]
قال ابن كثير: وقال الحافظ البيهقي: لما أصيب خبيب وأصحابه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم طالباً بدمائهم ليصيب من بني لحيان غرة، فسلك طريق الشام ليرى أنه لا يريد بني لحيان، حتى نزل بأرضهم فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو أنا هبطنا عسفان لرأت قريش أنا قد جئنا مكة" فخرج في مائتي راكب حتى نزل عسفان ثم بعث فارسين حتى جاءا كراع الغميم ثم انصرفا. اهـ.
أقول: هذه الغزوة وإن لم تحقق هدفها الأساسي وهو الثأر لحادثة الرجيع، لكنها أوقعت الرعب في قلوب أهل المنطقة وأرتهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا ينام على ثأر، وأنه وراء المسيئين لن يتركهم حتى يعاقبهم أو يسلموا أو يعاهدوا.
[٢ - غزوة ذات الرقاع]
تختلط روايات هذه الغزوة بأكثر من روايات غزوات أخرى فهي تختلط بغزوة لف فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخرق على أرجلهم فتوهم بعضهم أن هذه الغزوة هي غزوة ذات الرقاع، وتختلط بغزوتي عسفان وأنمار؛ بسبب أن في الجميع روايات لجابر، وبسبب