للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على المدينة عبد الله بن رواحة. وكان خروجه إليها في مستهل ذي القعدة يعني سنة أربع، والصحيح قول ابن إسحاق أن ذلك في شعبان من هذه السنة الرابعة.

قال الواقدي: فأقاموا ببدر مدة الموسم الذي كان يعقد فيها ثمانية أيام، فرجعوا وقد ربحوا من الدرهم درهمين. وقال غيره: فانقلبوا كما قال الله عز وجل: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (١) أهـ.

أقول: قد مرت معنا رواية حسنة السند عند الكلام عن غزوة (٢) حمراء الأسد تشير إلى بدر الموعد فلم نر أن نذكرها واكتفينا بما قاله كتاب السير عنها لكي لا يكون في السياق ثغر.

[دروس بدر الآخرة]

إن أهم دروس بدر الآخرة قوة التصميم والسهر على القضية، فمن المعروف أنه في كل قضية من القضايا تجد الناس بين متردد ومقدم، وههنا تأتي مهمة القيادة في اتخاذ القرار لتحسم التردد، وبعد اتخاذ القرار تجد ناسا يثبطون الهمم وههنا تأتي مهمة القيادة في الحسم والتصميم ورد كل التردد والقضاء عليه، فلا تعطي فرصة لمؤجل أو مسوف أن يفسد الموقف.

وإنك لترى هذا كله مجسداً برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موقف وأظهر ما يظهر ذلك في غزوة بدر الآخرة، قارن بين موقفه عليه الصلاة والسلام وموقف أبي سفيان لتدرك الفارق بين القيادة المصممة والقيادة المترددة.

ومن بدر الآخرة تأخذ الدرس الآخر درس السهر على القضية لقد عقد الموعد للمواجهة أبو سفيان يوم أحد، ولقد عقده من موقع القوة في زعمه، وهو بذلك يتحدى، ولكن كيف تصرف عندما حان الموعد، وكيف تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.


(١) آل عمران: ١٧٤.
(٢) انظر (٦٠٠) من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>