للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هاجر] جدة رسولنا - عليهما الصلاة والسلام - (١):

٦ - * روى البخار يعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكذبْ إبراهيم النبي - عليه السلام - قط، إلا ثلاث كذباتٍ، ثنتين في ذات الله، قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} (٢)، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (٣). وواحدة في شن سارة، فإنه قدم أرض جبارٍ ومعه سارة، وكانت أحسن الناس، فقال لها: إن هذا الجبار، إن يعلم أنك امرأتي، يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك.

فلما دخل أرضهُ رآها بعض أهل الجبار، أتاهُ فقال له: لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها فأتى بها. فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة.

فلما دخلتْ عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبضتْ يدهُ قبضةً شديدة، فقال لها: ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك. ففعلتْ، فعاد، فقبضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقبضت أشد من القبضتين الأوليين، فقال: ادعي الله أن يطلق يدي، فلك الله أن لا أضرك، ففعلتْ، وأطلقت يده، ودعا الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما أتيتني


(١) تعلق هذه الفقرة بفصل النسب واضح لأن فيها حديثاً من المجد الأشرف لرسولنا عليه الصلاة والسلام وفي هذه الفقرة كلام عن جدته هاجر أم إسماعيل عليهما السلام.
٦ - البخاري: (٦/ ٣٨٨) ٦٠ - كتاب الأنبياء - ٨ - باب قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)، وقوله: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله). وأخرجه مسلم، واللفظ له: (٤/ ١٨٤٠) ٤٣ - كتاب الفضائل - ٤١ - باب من فضائل إبراهيم الخليل - عليه السلام -.
يغلبني عليك: يقتلني ليتزوجك. فذلك الله: أي شاهد وضام أن لا أضرك. مهيم: كلمة معناها: ما شأنك؟ وما خبرك؟. الخادم: يطلق على الذكر والأنثى. بنو ماء السماء: هم العرب، سموا بذلك لخلوص نسبهم وصفائه، وقيل: لأنهم يرعون العشب الذي ينبته ماء السماء.
(٢) الصافات: ٨٩.
(٣) الأنبياء: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>