للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونزلتْ، فضربتْه، حتى قتلته (١).

تُوفيت صفية في سنة عشرين، ودُفنت بالبقيع. ولها بضع وسبعون سنة.

عن عائشة: قالت: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قام النبي صلى الله لعيه وسلم، فقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفيةُ بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملكُ لكم من الله شيئاً؛ سلوني من مالي ما شئتم" (٢).

وهي القائلة تندُب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عينُ جُودي بدمعةٍ وسهودِ ... واندبي خير هالك مفقود

واندبي المصطفى بحزنٍ شديد ... خالط القلب فهو كالمعمود

كدتُ أقضي الحياة لما أتاهُ ... قدرٌ خط في كتاب مجيد

فلقد كان بالعباد رؤوفاً ... ولهم رحمةً، وخيرَ رشيد

رضي الله عنه حياً وميتاً ... وجزاه الجنان يوم الخلودِ

فهذا مما أورد لصفية، فالله أعلم بصحته. أهـ.

* * *

[تعليقات]

١ - نلاحظ من خلال النظر في سيرة حمزة والعباس وصفية كيف أن الشجاعة سمة في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرى ذلك في مواقف حمزة يوم بدر وأُحد ويوم أعلن إسلامه، وترى ذلك في موقف العباس يوم حنين وموقف صفية يوم أُحد، وقتلها الكافر يوم الخندق.

٢ - أنك تلاحظ سعة الأفق ونبل الرأي وافقدام حيث درست حال آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحد منهم أمة.


(١) المستدرك (٤/ ٥١) وصححه ونعقبه الذهبي بقوله: عروة لم يدرك صفية وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٣٤) وقال: رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح لكنه مرسل.
(٢) مسلم (١/ ١٩٣) ١ - كتاب الإيمان -٨٩ - باب في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين).

<<  <  ج: ص:  >  >>