للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحداث هاتين السنتين في سطور]

قلنا إن مرحلة ما بعد الفتح تكاد تكون واحدة متشابهة ومتشابكة: بعوث ووفود مع أحداث بارزة في كل من السنوات الثلاث التي أعقبت الفتح، فالمعلم البارز في السنة التاسعة هو غزوة تبوك، والمعلم البارز في السنة العاشرة هو حجة الوداع، والمعلم البارز في السنة الحادية عشرة هو وفاته عليه الصلاة والسلام بأبي هو وأمي - لذلك جعلنا الحديث عن السنة العاشرة والحادية عشرة موصولاً؛ لأن العام العاشر للهجرة كان عام الترتيب لتسليم اللواء إلى من سيحملون راية الإسلام بعده عليه الصلاة والسلام.

* * *

وقد ذكر ابن كثير في أحداث السنة العاشرة بعض بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن: بعث خالد وعلي بن أبي طالب وأبي موسى ومعاذ بن جبل، كما ذكر حجته وبعض التمهيدات التي قدمت لوفاته عليه الصلاة والسلام، وذكر في أحداث السنة الحادية عشر وفاته وما صاحب ذلك من ترتيباته عليه الصلاة والسلام للحاضر والمستقبل.

وإذن ففي سنة عشر:

* تتابعت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابع عليه الصلاة والسلام إرسال البعوث للدعوة إلى الله وتعليم الناس، وخاصة إلى اليمن.

* وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العام حجة الوداع التي تسمى كذلك بحجة البلاغ وحجة الإسلام، وكانت أكبر ظاهرة في تاريخ جزيرة العرب، وأعظم تجمع للمسلمين وأكبر عملية صهر بالإسلام جماعية، وأروع عملية تعليم تتم من خلال الاختلاط والتوجيه والتعليم.

* وكانت كثير من تصرفاته عليه الصلاة والسلام في هذا العام تدل على أنه مودع، فقد اعتكف في رمضان هذا العام عشرين يوماً وكان من عادته أن يعتكف عشراً فقط، ولقد دارسه جبريل القرآن في رمضان هذا مرتين، وكان من عادته أن يدارسه إياه مرة واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>