أسماؤه صلى الله عليه وسلم مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
فمحمد: اسم مفعول، مشتق من الفعل المضعف حمد، فهو صلى الله عليه وسلم يستجلب الحمد من الناس بصفاته وأقواله وأفعاله، وهو محل الحمد، ومن ههنا فهو محمد.
وأحمد: اسم على زنة أفعل التفضيل، مشتق - أيضاً - من الحمد، فهو صلى الله عليه وسلم أكثر خلق الله حمداً لله، فمن ههنا كان أحمد.
والحاشر الذي يحشر الناس على قدمه: بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم أول من يُحشر من الخلق، ثم يحشر الناس على قدمه، أي: على أثره، وقيل: أراد صلى الله عليه وسلم عهده وزمانه، يقال: كان ذلك على رِجْلِ فلان وعلى قدم فلان، أي: في عهده.
والمقفي: الذاهب المولي، لأنه صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، وإذا قفى فلا نبي بعده. وقيل: المقفي المُتبع، أراد أنه مُتبع النبيين.
ونبي الملاحم: الملاحم جمع ملحمة وهي من التلاحم في لحرب، أي: التقاء اللحم باللحم، أو التقاء السيف باللحم. وفي وصفه صلى الله عليه وسلم لنفسه بأنه نبي الملاحم إشارة إلى المعارك الكبرى التي خاضتها أمته والتي ستخوضها، كما أنه يمكن أن يكون فيها إشارة إلى أن عهد نبوته الممتد إلى قيام الساعة ستكون فيه معارك ضخمة، وعلى هذا الفهم فالحربان العالميتان الأولى والثانية من جملة الملاحم.
* * *
٢١ - * روى الحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أنا أبو القاسم، الله يعطي، وأنا أقسم".
٢١ - المستدرك (٢/ ٦٠٤) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي، وأخرج الطبراني نحو ذلك في حديث صحيح.