للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلم من بدرٍ بعث بشيرينِ إلى أهل المدينة، بعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة وبعث عبد الله بن رُواحة إلى أهل العالية يبشرونهم بفتح الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فوافق زيد بن حارثة ابنه أسامة حين سوى التراب على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقيل له: ذاك أبوك حين قدم قال أسامة: فجئت وهو واقف للناس يقول: قُتِل عُتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهلٍ بن هشام ونبية ومنبه وأمية بن خلف فقلت: يا أبتِ أحق هذا قال: نعم، والله يا بُني.

[٣ - الأنفال]

٣٢٢ - * روى أحمدُ عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشهد معهُ بدراً فالتقى الناسُ فهزم الله تبارك وتعالى العدو فانطلقت طائفةً في آثارهم يهزمُون ويقتُلون، فأكبت طائفة على العسكر يحوونَهُ ويجمعونه أحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُصيبُ العدو منه غُرةُ حتى إذا كان الليل وفاء الناسُ بعضهم إلى بعضٍ قال الذين جمعوا الغنائم نحن جويناها وجمعناها فليس لأحدٍ فيها نصيبٌ، وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو، وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخِفنا أن يصيب العدوُ منه غرةً واشتغلنا به فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (١) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين وكان رسول الله صلى الله عيه وسلم إذا أغار في أرض العدو ونفل الربع، وإذ أقبل راجعاً وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول: "ليرد قويُّ المؤمنين على ضعيفهم".


العالية: اسم لما كان من جهة نجد منالمدينة من قراها وعمائرها.
سوى: سوى الشيء: قومه وعدله وجعله سوياً.
٣٢٢ - أحمد في مسنده (٥/ ٣٢٤).
غرة: غفلة في اليقظة - جمع غِرر.
فاء: رجع.
النفل: الغنيمة.
(١) الأنفال: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>