للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الفتح: والذي يظهر لي أن معنى قوله "واستقبوا نبلكم" لا يتعلق بقوله "ارموهم" وإنما هو كالبيان للمراد بالأمر بتأخير الرمي حتى يقربوا منهم، أي إنهم إذا كانوا بعيداً لا تصيبهم غالباً، فالمعنى استبقوا نبلكم في الحالة التي إذا رميتم بها لا تصيب غالباً وإذا صاروا إلى الحالة التي يمكن فيها الإصابة غالباً فارموا. أهـ.

* * *

[عوامل النصر]

جرت عادة القادة في الحروب أنهم يتقدمون لجندهم بتوجيهات القتال بين يدي المعركة الملاحظ من خلال هذا الحديث وغيره مما مر معنا ويمر ما يلي:

١ - أن توجيهات القتال كانت واضحة وحكيمة.

٢ - أن التعبئة النفسية كانت على أرقاها وأعلاها.

٣ - أن القناعة بالمعركة كانت كاملة.

وكل ذلك كانت عوامل مناسبة للوصول إلى النصر وهي جزء من عالم الأسباب الذي يجب أن يلاحظه المسلمون في معاركهم.

٣٠٠ - * روى البخاري عن الزبير بن العوام القرشي قال: لقيتُ يوم بدرٍ عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج، لا يُرى منه إلا عيناهُ، وكان يُكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملتُ عليه بالعنزة، فطعنته في عينه، فمات، قال فأخبرتُ أن الزبير قال: لقد وضعتُ رجلي عليه، ثم تمطأت فكان الجُهد: أن نزعتُها، وقد انثنى


٣٠٠ - البخاري (٧/ ٢١٤) ٦٤ - كتاب المغازي - باب: ١٢.
مدجج: المدجج: الغائص في سلاحه.
العنزة: شبه العكازة في رأسها سنان كسنان الرمح.
تمطيت: تمطى: امتد وطال ومنه التمطي.
الجهد: بضم الجيم. الوسع والطاقة وبفتحها: المشقة. وقيل: هما لغتان في المشقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>