للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمتعتهم وأسلحتهم فبلغت وِقْر ألف بعير، وقتل هرمز قائد الفرس فيها، وسميت هذه الغزوة ذات السلاسل لكثرة من سلسل بها من فرسان فارس كيال يفروا، وهزم خالد الفرس في وقعة المذار في صفر في السنة الثانية عشرة للهجرة وأعمل السيف في رقابهم وغنم الأموال وسبى الذراري، ثم كانت وقعة الولجة ووقعة أُلْيس في صفر في السنة نفسها وقد دارت فيهما الدائرة على الفرس ومن شايعهم من بكر بن ائل من نصارى العرب، وقد قتل المسلمون في وقعة أليس وحدها من الفرس ما يربو على سبعين ألفاً، واستحوذ المسلمون على الحيرة وصالح خالد أهلها على الجزية كما تقدم.

ثم ركب إلى الأنبار وفتحها وصالح أهلها، وسميت هذه الغزوة ذات العيون لكثرة ما فقأ المسلمون فيها من عيون الفرس لما رشقوهم بالنبال، ولما استقل خالد بالأنبار استناب عليها الزبرقان بن بدر وقصد عين التمر وبها يومئذ مهران بن بهرام في جمع عظيم من العرب، وحولهم من الأعراب طوائف من النمر وتغلب وإياد عليهم عقة بن أبي عقة، فأسر خالد عقة فانهزم جيشه وهرب مهران بن بهرام، وضرب خالد عنق عقة ومن أسر معه وغنم الحصن وقتل من فيه وسبى الذراري ونفل الأموال.

ولما فرغ خالد من عين التمر قصد إلى دُومة الجَنْدَل، فلما سمع أهلها بمسيرة خالد إليهم، بعثوا إلى أحزابهم من بهراء وتنوخ والضجاعم والتقى بهم خالد فهزمهم، وقتل منهم خلقاً كثيراً واقتحم الحصن وقتل من فيه من المقاتلة وغنم أموالهم وسبى ذراريهم.

ثم سار خالد ومن معه إلى الفراض- وهي تخوم الشام والعراق والجزيرة-، فأقام هناك شهر رمضان مفطراً لشغله بالأعداء، ولما علم الروم بقرب خالد من بلادهم جمعوا جموعاً كثيرة واستمدوا تغلب وإياد والتمر، وعبروا نهر الفرات لمناجزة المسلمين فهزم الله جموع الروم وقتل منهم في هذه المعركة مائة ألف وقفل المسلمون منصورين غانمين.

[فتوح الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه]

جمع الصديق رضي الله عنه الناس لغزو الشام، وعقد اللواء لأربعة من الأمراء هم:

١ - أبو عبيدة بن الجراح ووجهته حمص، ومركز القيادة الجابية، في حوران.

<<  <  ج: ص:  >  >>