للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعليقات]

* نستطيع أن نقول: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان امتداداً لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يظهر ذلك في أنه تابع عملية الجهاد على الأرض العربية وخارجها وتلك التي وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسها العملية ونزل القرآن آمراً بها، ومن خلال الرؤية الشاملة لمواقف الصحابة رضوان الله عليهم نجد أنه لولا أبو بكر لما سارت الأمور بالشكل الذي سارت فيه، ومن ثم فإن الفتوحات الإسلامية والانطلاقة التي دثت في عهد عمر رضي الله عنه ومن جاء بعده، كل ذلك في صحيفة أبي بكر، وهي وهو في صحيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ههنا نقول: إنه لا أفضل من أبي بكر ولا أثقل منه في نميزان الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* * *

* وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المؤسس فإن المجدد الأول لهذا الدين هو أبو بكر، فالردةُ كانت شاملة تقريباً، ولقد كادت أن تعصف بكل شيء، فالمستقبل السياسي للإسلام أصبح في خطر، وأحكام الإسلام أصبحت في خطر، وكادت دولة الإسلام أن تنتهي، ولولا مواقف أبي بكر لم تعد الأمور إلى نصابها، ولم يقم الإسلام من جديد، فكان بحق المجدد الأول للإسلام، لكنه تجديد ليس له مثيل ولا عديل، فغيره من المجددين جاؤوا والإسلام في الأرض مكين وتجربته ممتدة، أما تجديده هو فكان في مرحلة عاصفة ونبت الإسلام غض.

* ومع الفهم السديد للإسلام ومع هذا العزم والحزم فقد امتلك أبو بكر قوة المبادرة التي قذفت بالمسلمين إلى عوالم جديدة، فلما تسلم الراية عمر رضي الله عنه كانت نقاط الانطلاق محددة فسار بها بحزم وعزم ومبادرات مكافئة، ولكن لأبي بكر فضيلة السبق وشق الطريق، فمن يدعي بعد ذلك أن هناك أثقل من أبي بكر في الميزان؟

* ويرى بعض الباحثين أن موقف أبي بكر من بعث أسامة وموقفه من المرتدين دليل على أن الشورى في حق أمير المؤمنين معلمة لا ملزمة بدليل أن أبا بكر خالف الناس في ذلك والأمر عندنا أن في هاتين القضيتين نصوصاً، وحيثما كانت النصوص فلا محل للشورى، فالرسول صلى الله عليه وسلم توفي وهو يوصي بإنفاذ جيش أسامة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "أمرت

<<  <  ج: ص:  >  >>