للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل الذمة في العراق المواثيق التي أخذها المسلمون الفاتحون عليهم، ونكثوا عهودهم وآذوا المسلمين وأخرجوا عمال الخليفة من بين أظهرهم، فعزم الفاروق رضي الله عنه على غزو العراق بنفسه، ولكن عبد الرحمن بن عوف ثناه عن ذلك، واستصوب الصحابة رأي ابن عوف، وأشار عليه أن يؤمر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على الناس لقتال الفرس فاستجاد الفاروق رأيه وأمر سعداً على العراق. وسار سعد إلى العراق فلما بلغ العذيب اعترض المسلمين جيشٌ للفرس مع شيرذاد أراذويه فهزمه المسلمون وغنموا أموالهم وأمتعتهم وفرح المسلمون وتفاءلوا.

[٣ - غزوة القادسية]

أمر الفاروق سعد بن أبي وقاص أن يقصد القادسية فيَّمم سعد وجهه شطرها وكانت القادسية باب العراق، فالتقى برستم في جيش لجب يربو على مائة وعشرين ألفاً، وكان المسلمون يتراوح عددهم بين سبعة آلاف وثمانية آلاف مقاتل.

أرسل سعد رضي الله عنه طائفة من أصحابه إلى كسرى (يزدجرد) يدعونه إلى الله تعالى فاستأذنوا فأذن لهم، وكان كسرى متكبراً، فضلاً عن أنه لم يستوعب الموقف الجديد، فرد رسل سعد على تساؤلات يزدجردت ودعوه إلى الإسلام فإن أبى فالجزية فإن امتنع فالسيف الذي يفصل بينهم وبينه، فاستشاط غضباً وورم أنفه، وقال لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم لا شيء لكم عندي، وقابل وفد آخر من المسلمين رستم قائد الجيش الفارسي، وقالوا له ما قالوا لكسرى، فأعجب رستم بقوة حجتهم وسديد إجابتهم وأيقن أن المسلمين سيملكون سرير ملكه.

وتواجه الفريقان واقتتلوا قتالاً شديداً دام أياماً، ثم هزم الله الفرس، وقُتل رستم عدد كبير من جنده وهرب الباقون، وغنم المسلمون أموالاً كثيرة، ثم طاردهم سعد إلى جلُولاء أوقع بهم وأسر إحدى بنات كسرى وعدداً كبيراً من الفرس، وكتب سعد إلى الفاروق يبشره بالفتح المبين، فقرأ الفاروق هذه البشارة على الناس من فوق المنبر، وقد ردت القادسية كثيراً من أهل العراق إلى صوابهم، فقد كانت بلاد العراق التي فتحها خالد نكثت العهود والذمم والمواثيق التي أعطوها خالداً، ثم آب الجميع إلى رشدهم بعد النصر المؤزر الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>