للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأقرت صلاة السفرِ، وزيد في صلاة الحضرِ.

قال ابن جرير: (وفي هذه السنة - يعني السنة الأولى من الهجرة - زيد في صلاة الحضر - فيما قبل - ركعتان، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين، ذلك بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر في ربيع الآخر لمضي ثنتي عشرة ليلة مضت).

أقول: إن دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً تقوم على العبادة {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (١) والعبادة مظهرها الأول الصلاة، لذلك كان تشريع الصلاة وتنظيمها وإقامتها من أوائل ما وقع في الإسلام، ومما استمر به اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء يجب أن يفطن له الدعاة دائماً وأبداً، والصلاة لابد لها مع التأقيت من منظم، ولقد كان الأذان هو المنظم وقد رأينا قصته وستأتي معنا في باب الصلاة أحكامه.

ومن استقرار أمر الصلاة في السنة الأولى ندرك أن أول ما ينبغي أن تهتم به الحركة الإسلامية قبل النصر وبعد النصر هو إقامة الصلاة:

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢)

* * *

[٥ - حراسة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم]

٢٦٦ - * روى مسلمعن عبد الله بن عامر رحمه الله قال: سمعتُ عائشة تقول: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمهُ المدينة ليلةً، فقال: "ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني


= ومسلم (١/ ٤٧٨) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - ١ - باب: صلاة المسافرين وقصرها.
(١) الأنبياء: ٢٥.
(٢) الحج: ٤١.
٢٦٦ - مسلم (٤/ ١٨٧٥) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٥ - باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والبخاري (١٣/ ٢١٩) ٩٤ - كتاب التمني - ٤ - باب قوله صلى الله عليه وسلم "ليت كذا وكذا"
خشخشة سلاح: صوت سلاح صدم بعضه بعضاً.
غطيطه: هو بالغين المعجمة، وهو صوت النائم المرتفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>