قال الذهبي في سير أعلام النبلاء عنه: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف، الإمام السيد، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه، وسيدُ شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد.
مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة. وقيل: في نصف رمضانها، وعقِّ عنه جده بكبش.
وحفظ عن جده أحاديث، وعن أبيه، وأمه.
حدث عنه: ابنه الحسن بن الحسن، وسُويد بن غفلة، وأبو الحوراء السعدي، والشعبي، وهبيرة بن يريم، وأصبغ بن نُباتة، والمسيب بن نجبة.
وكان يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان هذا الإمام سيداً، وسيماً، جميلاً، عاقلاً، رزيناً، جواداً، ممدحاً، خيراً، ديناً، ورعاً، متحشماً، كبير الشأن. وكان منكاحاً، مطلاقاً، تزوج نحواً من سبعين امرأة، وقلما كان يُفارقه أربعُ ضرائر.
عن جعفر الصادق؛ أن علياً قال: يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن، فإنه مِطلاق، فقال رجل: والله لنزوجنه، فما رضي أمسك، وما كره طلق.
قال ابن سيرين: تزوج الحسن امرأة، فأرسل إليها بمئة جارية، مع كل جارية ألف درهمن وكان يعطي الرجل الواحد مئة ألف. وقيل: إنه حج خمس عشرة مرة، وحج كثيراً منها ماشياً من المدينة إلى مكة، ونجائبه تُقاد معه.
زهير بن معاوية: حدثنا عُبيد الله بن الوليد، حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير: قال ابن عباس: ما ندمتُ على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحد ماشياً، ولقد حج الحسن بن علي خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإن النجائب لتقادُ معه. ولقد قاسم الله ماله ثلاث