تقتيلاً، وأسر عيينة بن حصن وكان ردءاً لطليحة في سبعمائة من بني فزارة واقتيد إلى المدينة يداه مغلولتان إلى عنقه فاستتابه الصديق وعفا عنه وحسن إسلامه، وأما طليحة فقد هرب بامرأته إلى الشام ونزل على بني كلب، ولكنه رجع إلى الإسلام بعد ذلك، واعتمر أيام الصديق واستحيا أن يواجهه.
اجتمعت فلول المنهزمين يوم بُزاخة إلى امرأة من سيدات العرب يقال لها أم زَمِل كانت مضرب المثل لكثرة أولادها وعزة قبيلتها وشايعها أخلاط من بني سُليم وطيء وهوازن وأسد فاستفحل أمرها، فسار إليهم خالد بن الوليد وقاتلهم واستمر القتل في أتباع أم زمل وعقر جملها وقتلت.
[ارتداد أهل البحرين وعودتهم إلى الإسلام]
ارتد أهل البحرين على أدبارهم بعد وفاة ملكهم المنذر بن ساوي، ولم يبق في البحرين بلدة على الإسلام سوى قرية يقال لها جواثا، وأحاط الحُطم بن ضبيعة ومن حطب في حيلة من بني بكر بالمسلمين وحاصروهم، فأرسل الصديق العلاء بن الحضرمي لقتل المرتدين، وكان العلاء من سادات الصحابة العلماء العبّاد مجاب الدعوة، ولما دنا من البحرين انضم إليه ثُمامةُ بن أُثال في محفل كبير، ونزل العلاء بالقرب من جيوش المرتدين، ولما كان الليل آنس منهم غرة وعلم عن طريق عيونه أن القوم سكارى فباغتهم وأعمل السيف في رقابهم واستولى على جميع أموالهم ومحاصيلهم وأثقالهم وقتل الحُطُم بن ضبيعة زعيم المرتدين وعادت البحرين إلى حوزة الإسلام من جديد، وكلمة البحرين كانت تطلق قديماً على قطر والكويت وجزر البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية في عصرنا.
ردّة أهل عمان ومهرَة اليمن:
ارتد أهل عمان ومهرة اليم على أدبارهم وخعلوا ربقة الإسلام من أعناقهم، فقد نجم في عُمان لقيط بن مالك الأزدي - ذو التاج - فادعى النبوة، وتابعه الجهلة من أهل عُمان، فدانت له عُمان وألجأ عمال الخليفة إلى أطرافها.
أرسل الصديق رضي الله عنه أميرين هما حذيفة بن مِحْصَن الحِمْيري، وعرْفجة البارقي