لقد عرضنا لك في هذا القسم ستة أبواب في السيرة النبوية كل منها يأخذ بحجز الآخر، وكلها يدل على أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن رأى محمداً قبل النبوة وعرف ما أكرم به ورأى المقدمات التي مهدت لبعثته علم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رأى قيامه بالدعوة واستمراره فيها قبل استقراره في المدينة عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رأى قيامه بدين الله في المدينة المنورة وما فعله عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رأى معجزاته وصفاته والدوائر المحيطة به عرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا كله يوصلنا للتعرف على رسالته التي مضمونها الكتاب والسنة، وها نحن نبدأ في عرض المضمون من خلال نصوص السنة مبتدئين بعرض العقائد وهي مضمون القسم الثاني من هذا الكتاب.
ومن عرف العقائد التي بُعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كفاه ذلك دليلاً على صحة رسالته، ومن عرف عبادات الإسلام ونظام الحياة في الإسلام ونظام الحكم في الإسلام ورحمة الإسلام في المستضعفين عرف صحة رسالته عليه الصلاة والسلام.
والأقسام التالية تتحدث عن هذا كله، وقسم العقائد مقدم على غيره.