- في شمال المدينة المنورة وفي الطريق إلى الشام تقع خيبر وفدك ووادي القرى وتيماء وهي مناطق خصبة وتتشابك هذه المناطق الأربعة بصلات واسعة مع بدو المنطقة غطفان.
- ولو أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيطر على هذه المنطقة لترتب على ذلك أن تتوسع دائرة نفوذ الدولة ويصبح الطريق إلى الشام مفتوحاً ويقوى اقتصاد الدولة الناشئة ويسقط السلطان السياسي لمركز من مراكز التجمع، وينتهي احتمال من احتمالات خطر التألب.
- ولكن الخصوم أقوياء والحصون كثيرة فهناك ثمانية حصون رئيسية في منطقة خيبر وحدها ومع ذلك فقد سيطر رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر وفدك ووادي القرى وتيماء وأنهى أي تطلع عند القبائل للإمداد فدخلت في سلطانه بعد ذلك. وكانت خسائره في هذا كله على أعلى تقدير ثلاثة وعشرين شهيداً، وكانت وسائله في ذلك إحكام الخطة والسرية والمفاجأة، فلقد ثبت القبائل فلا تمد خيبر من خلال عمليات بسيطة أشعر بها هذه القبائل أنها مستهدفة وأن غزوة متجهة إليها فقطع بذلك الإمداد وفاجأ خيبر دون أن يعطيها فرصة فلما انتهت انتهى كل شيء تقريباً، وخيبر هذه سمها منطقة أو مقاطعة أو بلداً، لكنها في كل الأحوال تتألف من مجموعة حصون وقلاع.