للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في الإذن بالقتال وبدء الحركة القتالية]

الراجح عند علماء السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّك ثلاث سرايا في السنة الأولى للهجرة وهي سرية سيف البحر وكان على رأسها حمزة بن عبد المطلب، وسرية رابغ وكان على رأسها عبيدة بن الحارث بن المطلبن وسرية الخرار وكان على رأسها سعد بن أبي وقاص.

وهذا يؤكد أن الإذن بالقتال كان في السنة الأولى للهجرة:

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} (١).

ومما يرجح أن الإذن بالقتال كان في السنة الأولى، أنه بالهجرة قامت دولة، ولا دولة إلا باستعداد لقتال، وفي أصول هذا الكتاب إشارات لهذه السرايا المذكورة وفيها ذكر لاستعداد قريش للحرب:

٢٥٥ - * روى أحمدُ عن سعد بن أبي وقاص قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جاءت جهينةُ فقالوا: إنك نزلت بين أظهُرنا فأوثق لنا حتى نأتيك وتؤمنا، فأوثق لهم فأسلموا، فبعثنا صلى الله عله وسلم في رجب ولم نكن مائة وأمرنا أن نُغير على حيٍّ من كنانة إلى جنب جُهينة فأغرنا عليهم وكانوا كثيراً، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا: لِمَ تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنما نُقاتلُ من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام، فقال بعضنا لبعضٍ: ما تروْنَ؟ فقال بعضنا: نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره، وقال قوم: لا بل نُقيمُ ههنا، وقلت أنا في أناس معي: لا بل نأتي عِير قريشٍ فنقطعُها فانطلقنا إلى العير وكان الفيء إذ ذلك من أخذ شيئاً فهو له فانطلقنا إلى العر، وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر فقام غضبان محمرِّ الوجه، فقال: "أذهبتم من عندي جميعاً وجئتم متفرقين؟ إنما أهلك من كان قبلك الفُرقةُ، لأبعثن عليكم رجلاً ليس بخيركم أصبرُكم على الجوع والعطش" فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي فكان أول أميرٍ أُمِّرَ في الإسلام.


(١) الحج: ٣٩، ٤٠.
٢٥٥ - أحمد في مسنده (١/ ١٧٨) والحديث حسن على مذهب النسائي، وضعفه بعضهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>