للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خرجوا، أو أخبرني، قال: فانطلق حتى دخل البيت، فذهبت أدخل معه، فألقى الستر بيني وبينه فنزل الحجاب، قال: ووعظ القوم بما وعظوا به.

زاد في رواية: ذكر الآية (لا تدخلوا بيوت النبي) إلى قوله - (لا يستحيي من الحق) (١).

ولمسلم في رواية (٢) أبي كامل، قال: سمعت أنسا يقول: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب، فإنه ذبح شاة.

٤٨٠ - * روى الحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بعثت أم سليم حيساً في تور من حجارة، قال أنس: فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "اذهب فادع من لقيت من المسلمين" فذهبت فما رأيت أحداً إلا دعوته قال: ووضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده في الطعام ودعا فيه، وقال: "ما شاء الله" قال فجعلوا يأكلون ويخرجون، وبقيت طائفة في البيت فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستحيي منهم وأطالوا الحديث فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركهم في البيت، فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) يعني غير متحينين، حتى بلغ (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) (٣).

[جوانب من كمال شخصيته عليه السلام]

ذكرنا قصة زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب رضي الله عنها ههنا لإدراك جانب


(١) الأحزاب: ٥٣.
(٢) مسلم في نفس الموضع السابق (٢/ ١٠٤٩).
غير ناظرين إناه: أي غير منتظرين لإدراكه. والإنى كإلى، مصدر أنى يأني، إذا أدرك ونضج. ويقال: بلغ هذا إناه، أي غايته، ومنه حميم آن، وعين آنية، وبابه رمى.
٤٨٠ - المستدرك (٢/ ٤١٧)، كتاب التفسير، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
الحيس: تمر وأقط وسمن تخلط وتعجن وتسوى كالثريد.
تور: إناء يشرب فيه، وجمعه أتوار.
(٣) الأحزاب: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>