من شخصيته عليه الصلاة والسلام وكمالاتها، فهذا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي رأيته في الغزوات والعمل السياسي أعظم ما يمكن أن يكون إنسان تجده في قضاياه الشخصية على مثل هذا الحياء والتحمل لأصحابه، حتى إنه لا يواجههم بطلب شخصي يذكرهم بواجب ذوقي ما دام هذا الأمر مرتبطاً به.
بل إنك لتجد أن حسن الأدب معه عليه الصلاة والسلام وأدب التعامل يتنزل به القرآن. فيخرج بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإحراجات في شؤون كانت تضايقه ويحرج بالتنبيه عليها.
كما أنه في قصة زينب نجد مظهراً من مظاهر الكمال ودليلاً من أدلة الرسالة فكثيراً ما يحدث أن تغيير تشريع أو سن قانون أو إنهاء عادة يحتاج إلى مقدمات وتمهيدات، وقد يوافق الغرض وقد لا يوافق، وقد ينجح وقد لا ينجح، وههنا تجد أن نظام التبني وهو نظام عميق الجذور في حياة العرب وفي حياة البشر يهدم بضربة واحدة بنزول آيات فيه، وبزواج محمد صلى الله عليه وسلم ممن كانت زوجة لمتبناه، فينتهي بذلك نظام التبني من المجتمع الإسلامي الحق، إلى الأبد.