المقدمة: وفيها تعريف بهذا الكتاب ومنهج البحث فيه، وإلمامه بأصوله، وتعريف بالجهود الكبرى التي جمعت بين هذه الأصول وأفدت منها.
وجعلت القسم الأول من الكتاب في السيرة النبوية، لأن التعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على التعريف بالرسالة، ولأن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم هو المقدمة العادية لتلقي هديه.
وجعلت القسم الثاني في العقائد، لأنها هي الأساس، وعنها يصدر العمل وإذا صحت وجد القبول، ولأنها أول ما يخاطب به الإنسان، وهي المظهر الأول لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فناسب أن يكون أول ما يطالعه الإنسان بعد سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العقائد، وقد جمعت في قسم العقائد بين الفهم الفطري للنصوص، ومباحث الأصوليين، وتحقيق المحققين.
وجعلت القسم الثالث في العبادات الرئيسية وما هو ألصق بها.
وجعلت القسم الرابع في الأخلاقيات وأحكام الحياتيات والعاديات.
وجعلت القسم الخامس في الحكم وما أهو ألصق به وفي حقوق الإنسان.
وسنرى أن الربط بين أبحاث كل قسم والتسلسل بين الأقسام كان قوياً لدرجة يجعل الكتاب بعضه أخذاً برقاب بعض، وقد لحظت في هذا الترتيب معاني تربوية ونفسية نرجو أن تكون ذا نفع.
* * *
وبعد: فهاك السنة النبوية تكاد تكون مجموعة من كتاب، وإني لأرجو لمن قرأ هذا الكتاب وكتاب الأساس في التفسير وكتاب الأساس في قواعد المعرفة وضوابط الفهم، أن يكون قد اجتمع له إبصار كامل بمواطن الحق والباطل والخطأ والصواب.
ولقد مرت على المسلمين أدوار، دور كانوا يأخذون فيه الكتاب والسنة وحدهما، ودور