للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كبير لهم، وضماناً لانتظام مصالحهم وهدوء عداوتم. كان الرجل يلقى قاتل أبيه خلالها فيحجزه عن إدراك ثأره شعوره بهذه الحرمات.

ولكن أهل الجاهلية ما لبثوا أن ابتُلوا بمن استباحها، فظلموا أنفسهم فيها، وكانت حرب الفجار من آثار هذه الاستباحة الجائرة، وليس هنا تفصيل خبرها، وقد ظلت أربعة أعوام كان عُمْرُ (محمد صلى الله عليه وسلم) في أثنائها بين الخمسة عشرة والتسعة عشر، قيل: قاتل فيها بنفسه. وقيل: بل أعان المقاتلين.

أقول:

اختير له - عليه الصلاة والسلام - في جملة ما اختير له عام الميلاد، فكان ميلاده في عام الفيل، وهو العام الذي وقع فيه أعظم حدث في تاريخ الجزيرة العربية وقتذاك، مما مكن لقريش ولكعبتها.

* * *

ولد يتيماً صلى الله عليه وسلم:

١٧ - * روى الحاكم عن قيس بن مخرمة أنه ذكر ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تُوفي أبوه وأمه حُبلى به.

أقول:

يذكر أهل السير أن أباه توفي في المدينة وأمه حُبلى به، وأن أمه توفيت بعد زيارة لقبر زوجها، وهو - عليه الصلاة والسلام - في الستة السادسة من عمره، ودفنت بالأبواء، وتوفي جده عبد المطلب بعد السنة الثامنة من مولده فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب الذي كان فقيراً.


١٧ - المستدرك (٢/ ٦٠٥) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>