للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فتوح العراق]

لما كان الصديق في مرضه الأخير أوصى عمر بن الخطاب أن يندب الناس لقتال أهل العراق ومناجزتهم، ومن أحرص من ابن الخطاب على تنفيذ وصية الصديق؟ فلما مات الصديق رضي الله عنه طفق عمر يحث الناس على قتال أهل العراق، ويرغبهم في الأجر والثواب، فكان أبو بعيد بن مسعود الثقفي أول من لبّى، وتتابع الناس في الإجابة، وأمر الفاروق أبا عبيد على الجميع وأشخصه إلى العراق ومعه سبعة آلاف رجل، وكتب الفاروق إلى أبي عبيدة أن يرسل من كان بالعراق ممن قدم مع خالد إلى أرض العراق، فجهز عشرة آلاف مقاتل ولوا وجوههم شطر العراق.

[١ - وقعة الجسر]

تذامرت الفرس بينهم بعد الهزيمة التي حاقت بهم أمام الجيش الإسلامي بقيادة أبي عبيد، فأرسل رُستم جيشاً جراراً بقيادة ذا الحاجب - بهمن جاذويه - فوصلوا إلى المسلمين وبينهم النهر، فطلبوا من المسلمين أن يعبروا النهر فأجابهم أبو عبيد، ودار قتال شديد وبدأت خيول المسلمين تفرّ من الفيلة التي جاءت بها الفرس وعليها الجلاجل، فاحتوشها المسلمون وقتلوها سوى فيل أبيض عظيم حمل عليه أبو عبيد فقطع ذلومه، فهاج الفيل وتخبط أبا عبيد برجليه فصرعه وصرع سبعة من الأمراء الذي نص عليهم أبو عبيد، فوهن المسلمون وولوا مدبرين وقتل منهم خلق كثير.

[٢ - وقعة البويب]

التقى المسلمون بقيادة المثنى بن حارثة مع الجيش الفارسي الذي يقوده مهران بمكان يقال له (البويب) قريب من الكوفة وبينهما الفرات، فعبرت الفرس إلى المسلمين واقتتلوا اقتتالاً شديداً، فصُرع مهران وهرب الفرس وركب المسلمون أكتافهم وذلت لهذه الواقعة رقاب الفرس وقتل منهم وغرق ما يقارب مائة ألف، وكانت هذه الوقعة بالعراق نظير اليرموك بالشام.

وانتظم شمل الفرس، واجتمع أمرهم على يزدجرد الذي أقاموه من بيت الملك، ونبذ

<<  <  ج: ص:  >  >>