وفي صبيحة ليلة الإسراء جاء جبريل وعلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة وأوقاتها، وكان عليه الصلاة والسلام وأصحابه يصلون ركعتين صباحاً ومثلهما مساء.
[زمن الإسراء والمعراج]
قال المباركفوري في الرحيق المختوم:
واختلف في تعيين زمنه على أقوال شتى:
١) فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة، اختاره الطبري.
٢) وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين، رجح ذلك النووي والقرطبي.
٣) وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة ١٠ من النبوة، واختاره العلامة المنصورفوري.
٤) وقيل: قبل الهجرة بستة عشر شهراً، أي في رمضان سنة ١٢ من النبوة.
٥) وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، أي في المحرم سنة ١٣ من النبوة.
٦) وقيل: قبل الهجرة بسنة، أي في ربيع الأول سنة ١٣ من النبوة.
ورُدتْ الأقوال الثلاثة الأولى: بأن خديجة رضي الله عنها توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة، وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ولا خلاف أن فرض الصلوات الخمس كانت ليلة الإسراء. أما الأقوال الثلاثة الباقية فلم أجد ما أرجح به واحداً منها، غير أن سياق سورة الإسراء يدل على أن الإسراء متأخر جداً.
قال البوطي: والذي رواه ابن سعد في طبقاته أنها كانت قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.
[الإيمان بالإسراء والمعراج]
قال الشيخ أديب الكيلاني رحمه الله في شرحه على جوهرة التوحيد:
وأجزم بمعراج النبي صلى الله عليه وسلم كما رووا: أي أعتقد جازماً بعروج النبي صلى الله عليه وسلم وصعوده إلى