* بعد العودة من الحج أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتب لما بعد وفاته، ومن ذلك إعداده جيش أسامة بن زيد لغزو الروم وقد كان ذلك في صفر، ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الجيش يتجمع حول المدينة، وقد جعل مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يتريثون بالانطلاق نحو الهدف، حتى إذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هذا الجيش جاهزاً للحركة وكانت حركته عنواناً على أن الدولة الإسلامية مستمرة.
* وفي اليوم التاسع والعشرين من صفر سنة ١١ هـ بدأ المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر المرض حتى حدثت الوفاة حين اشتد الضحى من يوم الاثنين ١٢ ربيع الأول سنة ١١ هـ وله عليه الصلاة والسلام ثلاث وستون سنة وأربعة أيام على أرجح الأقوال، وصلى الناس عليه أرسالاً ولا يؤمهم أحد، ودفن في بيت عائشة رضي الله عنها الذي توفي فيه وصلى عليه أولاً عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، وصلت عليه النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان، ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً حتى دخلت ليلة الأربعاء فواروه فيها التراب بأبي هو وأمي.
ونحن ههنا عاقدون عدة فصول:
فصل: في نماذج من بعوث السنة العاشرة والحادية عشرة.
فصل: في نماذج من وفود هاتين السنتين.
فصل: في حجة الوداع.
فصل: في حادثة الوفاة.
ثم نقوم الوضع عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وسنتكلم في الباب السادس عن أصحابه وخلفائه وأزواجه وآل بيته، وكيف أن الإسلام امتد واشتد ونما وترعرع وملأ الخافقين ببركة المؤسس وقوة التأسيس.