للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تمهيد]

ذكرنا من قبل عددا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله عنهم، فذكرنا أزواجه وهن من أصحابه، وذكرنا عددا من اهل بيته الذين يعتبرون من أصحابه، وذكرنا الخلفاء الراشدين وهم من أصحابه، ونحن في هذا الوصل سنخص بالذكر عدداً من أصحابه ما بين رجل وامرأة بأكثر ما يكون الاختصار، وقد نكتفي عند ذكر بعضهم ببعض وما ورد فيهم ليأخذ القارئ صورة عن هذه النماذج الرفيعة وإلا فالأمر أوسع من أن يسعه هذا الكتاب، فقد ترجم ابن حجر العسقلاني في الإصابة الحوالي (١٢٢٧٩) من الصحابة، وهؤلاء إنما دخلوا في دائرة الترجمة عند المحدثين لأن لهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فعدد الصحابة أكثر بكثير، فقد ذكر كتاب السير أن الذين حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع بلغوا تسعين ألفاً ويعتبرون هؤلاء جميعاً من أصحابه ولم يحج كل المسلمين، فعدد الصحابة أكبر من ذلك.

{وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ ..} (١).

ولنبدأ ذكر الصحابة مبتدئين بذكر ما سوى الخلفاء الراشدين من العسرة المبشرين بالجنة، مبتدئين بأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مقلدين في ذلك الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء، وقد تخيرنا ثلاثة كتب ننقل عنها شذرات لبعض التراجم هي: البداية والنهاية، والإصابة، وسير أعلام النبلاء، وذلك لأن أصحاب هذه الكتب ممن استقر في ضمير هذه الأمة حبهم والثقة بهم، ثم هم من المتأخرين الذين استوعبوا ما كتب قبلهم، وكانوا من المحققين الذين محصوا الروايات والمرويات فكانوا أئمة في هذا الشأن، وقد استفدنا في هذا المقام وغيره من تحقيقات الشيخ شعيب الأرناؤوط حفظه الله على كتاب الذهبي

* * *


(١) الفتح: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>