للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح]

٥٧٧ - * روى الطبراني عن جندب بن عبد الله الجهني قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي، كلب عوف بن ليث في سرية كنت فيهم، فأمره أن يشن الغارة على بني الملوح بالكديد قال: فخرجنا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن برصاء الليثي فأخذناه قال: إنما جئت لأسلم، إنما خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلنا إن تكن مسلماً فلن يضرك رباط ليلة، وإن تكن غير ذلك فسنوثق منك، فأوثقناه رباطاًن ثم خلفنا عليه رويجلاً لنا أسود كان معنا فقلنا له: إن نازعك فاحتز رأسه، ثم أتينا الكديد مع مغرب الشمس وكنا في ناحية من الوادي وبعثني أصحابي ربيئة لهم إلى تلك مشرف على الحاضر قال: فأسندت فيه حتى إذا كنت على ظهره ونظرت إلى القوم انبطحت، فوالله إني لعليه أنظر إذ خرج رجل من خبائه فقال لامرأته: والله إني لأرى سواداً ما رأيته في أول النهار، فانظري في أوعيتك لا يكون الكلاب اجترت بعضها. فنظرت قالت: فوالله ما أفقد من أوعيتي شيئاً. قال: أعطيني قوسي. فأعطته قوساً وسهمين معها قال: فرمى بسهم فوالله ما أخطأ جنبي قال: فانتزعته وثبت، قال: ثم رمى بالآخر فوضعه في منكبي فانتزعته وثبت، فقال لامرأته: لو كانت زائلة لقد تحرك بعد لقد خالطه سهماي فإذا أنت أصبحت فابتغيهما فخذيهما لا تضيعهما الكلاب. قال: ثم دخل حتى إذا راحت رائحة الناس من إبلهم غنمهم قد احتلبوا وغبطوا واطمأنوا شننا عليهم الغارة فقتلنا واستقنا الغنم، ثم وجهناها وخرج صريخ القوم في قومهم، فجاءهم الدهم فجاءوا في طلبنا حتى مررنا بابن البرصاء


٥٧٧ - المعجم الكبير (٢/ ١٧٨) بلفظه.
وأحمد في مسنده (٣/ ٤٦٧).
الربيئة: الطليعة.
الحاضر: الجماعة النازلون على الماء.
أسندت: ارتقيت.
زاللة: أي لو كان ممن يزول.
شننا عليهم الغارة: مزقنا عليهم الخيل المغيرة.
صريخ القوم: مستغيثهم.
الدهم: الجماعة الكثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>