قبلها، وكانت قريتهم بالبحرين أول قرية أقيمت فيها الجمعة بعد المدينة، وكان عدد الوفد الأول ثلاثة عشر رجلاً، وفيها سألوا عن الإيمان وعن الأشربة، وكان فيهم الأشج وقال له النبي صلى الله عليه وسلم "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" كما أخرج ذلك مسلم من حديث أبي سعيد.
وقال: وفي حديث هود بن عبد الله بن سعد العصري أنه سمع حده مزيدة العصري قال - بينما النبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال لهم:"سيطلع عليكم من ههنا ركب هم خير أهل المشرق" فقام عمر فتوجه نحوهم فلقي ثلاثة عشر راكباً فبشرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مشى معهم حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فرموا بأنفسهم عن ركائبهم فأخذوا يده فقبلوها، وتأخر الأشج في الركاب حتى أناخها وجمع متاعهم ثم جاء يمشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن فيك خصلتين ... " الحديث أخرجه البيهقي، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" مطولاً من وجه آخر عن رجل من وفد عبد القيس لم يسمه. ثانيتهما كانت في سنة الوفود، وكان عددهم حينئذ أربعين رجلاً كما في حديث أبي حيوة الصناحي الذي أخرجه ابن منده، وكان فيهم الجارود العبدي، وقد ذكر ابن إسحاق قصته وأنه كان نصرانياً فأسلم وحسن إسلامه. ويؤيد التعدد ما أخرجه ابن حبان من وجه آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم "ما لي أرى ألوانكم تغيرت" ففيه إشعار بأنه كان رآهم قبل التغير. أ. هـ.
[٤ - وفد طيء]
٧١٨ - * روى البخاري عن عدي بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد، فجعل يدعو رجلاً رجلاً ويسميهم. فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا. فقال عدي: فلا أبالي إذاً.
قال في الفتح: قوله (فقال عدي: فلا أبالي إذاً) أي إذا كنت تعرف قدري فلا أبالي إذا قدمت علي غيري.
٧١٨ - البخاري (٨/ ١٠٢) ٦٤ - كتاب المغازي - ٧٦ - باب قصة وفد طيئ.