للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب بنت جحش]

زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب وهي التي زوجها الله سبحانه وتعالى بنبيه لمصلحة تشريع، بينه في سورة الأحزاب.

٤٧٩ - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: "اذكرها علي" قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت: ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن قال: فقال: ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه، يسلم عليهن، ويقلن: يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري، أنا أخبرته: أن القوم قد


٤٧٩ - مسلم (٢/ ١٠٤٨) ١٦ - كتاب النكاح - ١٥ - باب زواج زينب بنت جحش، ونزول الحجاب، وإثبات وليمة العرس.
لزيد: هو زيد بن حارثة الذي سماه الله سبحانه في تلك السورة من كتابه.
فاذكرها علي: أي فاخطبها لي من نفسها.
تخمر عجينها: أي تجعل في عجينها الخمير. قال المجد: وتخمير العجين تركه ليجود.
فلما رأيتها عظمت في صدري .. : معناه أنها هابها واستجلها من أجل إرادة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها. فعاملها معاملة من تزوجها صلى الله عليه وسلم، في الإعظام والإجلال والمهابة. وقوله: أن رسول الله .. هو بفتح الهمزة من أن أي من أجل ذلك. وقوله: نكصت، أي رجعت. وكان جاء إليها ليخطبها وهو ينظر إليها، على ما كان من عادتهم. وهذا قبل نزول الحجاب. فلما غلب عليه الإجلال تأخر. وخطبها وظهره إليها، لئلا يسبقه النظر إليها.
إلى مسجدها: أي موضع صلاتها من بيتها.
ونزل القرآن: يعني نزل قوله تعالى: (فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها) فدخل عليها بغير إذن.
ولقد رأيتنا: أي رأيت أنفسنا.
حين امتد النهار: أي ارتفع. هكذا هو في النسخ: حين، بالنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>