للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتحرزوا منهم، ومنها أن في تأخير النصر في بعض المواطن هضماً للنفس وكسراً لشماختها، فلما ابتلي المؤمنون صبروا وجزع المنافقون. ومنها أن الله هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لا تبلغها أعمالهم، فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها. ومنها أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقها إليهم. ومنها أنه أراد إهلاك أعدائه فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين، ومحق بذلك الكافرين. ثم ذكر المصنف آيات من آل عمران في هذا الباب وفيما بعده كلها تتعلق بوقعة أحد، وقد قال ابن إسحاق: أنزل الله في شأن أحد ستين آية من آل عمران، وروى ابن أبي حاتم من طريق المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف أخبرني عن قصتكم يوم أحد، قال اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تجدها (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) إلى قوله (أمنة نعاساً) (١) اهـ.

[١ - بين يدي الالتحام]

٣٦١ - *روى الطبراني عن عمر بن الخطاب قال: فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم وأنزل الله عز وجل: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير) (٢) بأخذكم الفداء.

٣٦٢ - *روى الطبراني عن محمد بن إسحاق قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة


(١) آل عمران: ١٢١ - ١٥٤.
٣٦١ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١١٥)، وقال: رواه الطبراني في آخر حديث عمر الذي في الصحيح في مسنده الكبير.
مصيبة: هي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل السبعين من المسلمين.
قد أصبتم مثليها: يعني يوم بدر فإنهم قتلوا من المشركين سبعين وأسروا سبعين أسيراً.
(٢) آل عمران: ١٦٥.
٣٦٢ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٢٤)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>