١ - قال الأستاذ الندوي: وكان المسلمون العرب - وقد رضعوا بلبان حب الكعبة وتعظيمها، وامتزج ذلك بلحومهم ودمائهم - لا يعدلون بالكعبة بيتاً، ولا بقبلة إبراهيم وإسماعيل قبلة، وكانوا يحبون أن يصرف إلى الكعبة، وكان في جعل القبلة إلى بيت المقدس محنة للمسلمين، ولكنهم قالوا: سمعنا وأطعنا وقالوا: آمنا به كل من عند ربنا، فلم يكونوا يعرفون إلا الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والخضوع لأوامر الله، وافقت هواهم أم لم توافقها، واتفقت مع عاداتهم أم لم تتفق.
فلما امتحن الله قلوبهم للتقوى واستسلامهم لأمر الله، صرف رسوله والمسلمين إلى الكعبة يقول القرآن:
٢ - إن لحادثة تحويل القبلة أبعاداً كثيرة: منها السياسي، ومنها العسكري، ومنها الديني البحت، ومنها الترايخي ...
فبعدها السياسي أنها جعلت الجزيرة العربية محور الأحداث، وبعدها التاريخي أنها ربطت هذا العالم بالإرث العربي لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، وبعدها العسكري أنه مهدت لفتح مكة وإنهاء الوضع الشاذ في المسجد الحرام حيث أصبح مركز التوحيد مركزاً لعبادة الأصنام، وبعدها الديني أنها ربطت القلب بالحنيفية وميزت الأمة الإسلامية عن غيرها، والعبادة في الإسلام عن العبادة في بقية الأديان.